الخدمات مطلبنا والاستقلال غايتنا

> هذا العنوان كان مضمون الشعار الذي انعقدت تحت ظله الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي. وأظن أن الأمر أصبح أكثر وضوحا، لكن لا زال كثير يضع السؤال: أيهما له الأولوية: الخدمات والأمن والاستقرار والتنمية أم الاستقلال؟
وبعض يذهب إلى ما هو أبعد، أي أن الأولوية هي للخدمات وتحسبا للأوضاع، وهناك من يذهب إلى التركيز على الاستقلال وغض الطرف عن الخدمات وتحسين الأوضاع، وهناك من يحاول أن يضعنا عنوة أمام خيارين الخدمات أو الاستقلال.

في تقديرنا كل تلك الاتجاهات غير صحيحة، وقد تم صياغة شعار الدورة الرابعة للجمعية الوطنية بحكمة، ليرد على كل تلك الأسئلة، فخيار الدولة الجنوبية هو خيارنا، والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية هو هدفنا الاستراتيجي، وتحسين وتطوير الأوضاع هو مطلبنا اليوم، فلا يكون أي منهما على حساب الآخر، فلسنا بصدد التركيز على الهدف الاستراتيجي وتناسي أوضاع الناس الخدمية والمعيشية؛ لأننا لا نريد أن نصل بشعبنا إلى يوم الاستقلال، وهو في وضع مأساوي تنخره الأمراض وسوء التغذية والجهل، أو جثث هامدة، وفي نفس الوقت فإننا نرفض رفضا باتا ابتزازنا في معيشتنا لثنينا عن هدفنا وغايتنا في استقلالنا واستعادة دولتنا وبناء مؤسساتها الوطنية، فتحسين الخدمات واستتاب الأوضاع بما لا يعطل مصالح الناس الاقتصادية والمعيشية هو أيضا مطلب حق نناضل من أجل تحقيقه، وقد كان هو المحرك لثورة التحرر التي انعكس تأثيرها على تحسين الأوضاع وتأزيمها وفق سياسة الترغيب والترهيب التي استخدمها نظام صنعاء الاحتلالي، وهي نفس السياسية التي تمارس ضد شعبنا الجنوبي اليوم.

فلن نقلل أن نكون أمام خيارين هما الخدمات أو الاستقلال، بل نضع أنفسنا أمام خيار واحد هو الخدمات والاستقلال، برغم إدراكنا تماما أننا نواجه صعوبات في الخدمات وفي تحقيق مقتضيات الاستقلال، وطريقنا ليس مفروشا بالورد، وعلينا أن نصبر ونقدم التضحيات، أكان بخدماتنا أم معيشتنا أم دمائنا وأرواحنا، وأن نمضي بهدفنا وغايتنا في استعادة دولتنا، ولن نقبل في مقايضتنا بهدفنا الاستراتيجي بخدماتنا، فكلاهما حقوق مشروعة لنا، فالأرض أرضنا والموارد مواردنا، ونحن شعب مستقل، ولسنا جزءا من شعب آخر، ولنا هويتنا الخاصة بنا، وموحدون في عقيدتنا ومذهبنا ولغتنا وثقافتنا وجغرافيتنا، الأمر الذي يميزنا بأننا شعب مستقل من حين وجدنا على هذه الأرض الطاهرة، وأن من حقنا تقرير مصيرنا، وأن ننعم بخيرات بلدنا التي حبانا الله بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى