التايمز البريطانية: الحوثيون يتعمدون القصف العشوائي لمخيمات النازحين

> ​قالت صحيفة ”ذي تايمز“ البريطانية، إن ميليشيا الحوثيين في اليمن يقصفون مخيمات النازحين بالصواريخ، حيث تتعرض الأسر التي أجبرت على الفرار من منازلها نتيجة الحرب والمجاعة إلى قصف متعمد، في حملة إرهابية وحشية جديدة.
وأضافت: ”عانى عشرات الآلاف من الأشخاص من الجوع حتى الموت، والآن في ظل الحرب اليمنية المستمرة منذ 7 سنوات، يوجد الملايين من المشردين، وبعضهم تعرض للقصف وهم في مخيمات النازحين“.

معاناة إنسانية للنازحين في مأرب
وقالت الصحيفة: ”بالنسبة لأحد الفتيان، فإن خيمته في منطقة صحراوية تماما في وسط اليمن لم تكن ملجأً بالنسبة له. لا يتذكر محمد حميد الكثير عن صواريخ الكاتيوشا، التي أطلقها المتمردون الحوثيون على معسكر النازحين الذي يقيم فيه، جنوب مدينة الجوف، ولكنه سوف يظل يحمل توابعه: ذراع مبتورة، وعين يسرى عمياء“.

وتابعت: ”والدته التي كانت قد خرجت من الخيمة للتوّ، شاهدت ما حدث. كل الأطفال كانوا يلعبون، كل شيء طبيعي للغاية، ولكن هبط الصاروخ علينا، وكان واضحا أنهم يستهدفون معسكر النازحين“.
وأضافت أنه “ مع وصول الحرب إلى رحلتها النهائية حول مدينة مأرب، التي تمثل الآن خط الجبهة الأساسي في الصراع بين الحكومة المدعومة من السعودية، والمتمردين المدعومين من إيران، فإن ميليشيا الحوثيين هم الذين يطلقون الصواريخ على المدنيين“.

عدوان حوثي عشوائي
وأشارت إلى أن بعض تلك الهجمات الصاروخية ضربت مأرب نفسها، والتي يسكنها في الأصل 400 ألف نسمة، ولكن عدد سكانها تضخم بشدة ليصل إلى مليوني نسمة، في ظل تشريد الآخرين من مناطق أخرى في البلاد.
ونقلت عن عثمان مجاهد، الذي يعمل في سوبر ماركت، ويبلغ من العمر 26 عاما، قوله إن الهجوم الصاروخي تسبب في إصابة جسده بأضرار بالغة، واحتاج إلى العديد من العمليات لإنقاذ بصره، وأدى إلى تدمير إحدى ركبتيه، وأشار إلى أن القصف كان عشوائيا تماما.
ونوهت إلى أن مجاهد، المتزوج وأب لـ3 أطفال، أساسا من صنعاء، ولكنه رحل إلى مأرب في العام 2015، كي يتجنّب التجنيد القسري من جانب الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر.

الحكم على الطريقة الإيرانية
وقالت الصحيفة في تقريرها: ”تفرض ميليشيا الحوثيين الآن حكما قاسيا في معظم أنحاء الشمال الغربي لليمن. تتم معاقبة المعارضة، ورغم اختلاف دين الحوثيين، وهو شكل من المذهب الشيعي المعروف باسم ”الزيدية“، عن ذلك الذي يُمارس في إيران، إلا أنه تم تطبيق قيوده بشكل أكثر مع تزايد النفوذ الإيراني“.

ونقلت عن منظمات حقوقية يمنية قولها، إن المعتقلين لدى الحوثيين تصل أعدادهم إلى ما يزيد على ألف معتقل، حيث تسببت تلك الممارسات والتجنيد القسري إلى فرار مئات الآلاف؛ خوفا من سياسات الحوثيين.
واستطردت بقولها: ”جاء معظم اليمنيين الفارين إلى مأرب، التي كان يُنظر إليها على أنها آمنة بصورة نسبية. أجزاء أخرى من البلاد، والخاضعة لسيطرة الحكومة الافتراضية، بما في ذلك عدن، إما ممزقة نتيجة القتال بين الفصائل داخل القوات الموالية للحكومة، أو معرضة للخطر من القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى“.

تأثير قرار بايدن
تعاني مناطق واسعة وملايين الأشخاص في اليمن من المجاعة التي سببتها الحرب، وتقول وكالات إغاثة إن الحوثيين تعمدوا استهداف مخيمات النازحين والمناطق المدنية؛ لنشر الرعب مع تقدمهم باتجاه مأرب.

ونقلت عن منظمة هيومن رايتس ووتش قولها إنها لاحظت هذا التوجه منذ فبراير 2021، عندما بدأ الحوثيون هجمات جماعية على القوات الحكومية، والتي شجعها على ما يبدو قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقليل الدعم الأمريكي لدور السعودية في الحرب. في ذلك الشهر وحده، أصابت صواريخ الحوثيين 4 مخيمات للنازحين شمال غرب مأرب.

وقالت أفراح ناصر، باحثة الشؤون اليمنية في هيومن رايتس ووتش إن ”القصف الصاروخي والمدفعي العشوائي من جانب الحوثيين على المناطق المكتظة بالسكان في مأرب، أدى إلى وضع المشردين في اليمن والمجتمعات المحلية أمام خطر شديد للغاية“.

هروب مستمر للنازحين اليمنيين
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض المشردين اليمنيين بدأوا في تغيير معسكرات النازحين، ووصل الأمر إلى مكوثهم في 3 معسكرات مختلفة، كي يكونوا في مأمن من الهجمات الحوثية الصاروخية، وفي النهاية وجد بعضهم الملاذ في معسكر للنازحين يستضيف الآن أكثر من 12 ألف شخص.

ويعاني اللاجؤون في هذا المعسكر، الواقع على جانب أحد التلال الجرداء خارج مأرب، من الحرارة الشديدة صيفا، والفيضانات العارمة شتاءً، ويقول مسؤولو المعسكر إن المياه الصالحة للشرب تكفي 60% فقط من النازحين ، كما أن المعسكر يعاني من نقص خدمات الصرف الصحي، إلا أنه حتى الآن لا يزال آمنا.
ونقلت الصحيفة عن أحد النازحين قوله: ”كانت الصواريخ تسقط كالمطر، ثم جاء الحوثيون“، حيث تحدث عن الموقف الذي كان شاهدا عليه، وأجبره على الفرار من مخيم النازحين الذي كان يقيم فيه في ”المجاز“، والذي سيطر عليه المتمردون الحوثيون العام الماضي.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى