مبادرة وقف الحرب في مأرب بين نقيضين وموقفين

> «الأيام» سبوتنيك

>
  • ​الشيخ غالب كعلان: المبادرة معظمها استعلائية وتحمل تهديدات حوثية مبطنة
  • الشيخ محمد الأمير: حزب الإصلاح وراء عرقلة وقف الحرب بمأرب
> بعد أشهر من معارك لم تنقطع بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية من أجل السيطرة على محافظة مأرب الإستراتيجية النفطية، لم يفلح أي من الطرفين في السيطرة الكاملة عليها، رغم الإعلانات المتكررة عن التقدم وتحقيق الانتصارات، من الطرفين، وفي ظل تلك المعارك الطاحنة والتدخلات الدولية، طرحت جماعة الحوثي مبادرة لإنهاء الأزمة، لكن تلك المبادرة لم يتم النقاش حولها بصورة كبيرة ولم تسوق إعلامياً، حيث اعتبرتها بعض أطراف الشرعية "استعلائية".

وقال الشيخ غالب بن ناصر كعلان، رئيس الدائرة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي بمحافظة مأرب: "بالنسبة لعدم النقاش حول مبادرة الحوثيين بشأن الوضع في مأرب، هناك أكثر من سبب وراء ذلك، من بينها إفراد مأرب بمبادرة لوحدها، وهذه مغالطة من طرف الحوثي، كما أن المبادرة لم تعرض على أبناء مأرب عبر وسيط موثوق يأتي بها وينقل الرد".

وأضاف في حديثه أمس الإثنين لـ "سبوتنيك": "مأرب جزء من مشروع يسمى الشرعية وليست مأرب طرفاً مستقلاً بذاته، كما أن بنود مبادرة الحوثي معظمها استعلائية وتحمل تهديدات مبطنة، وباختصار لم تعد هناك ثقة في طرف الحوثي للمصالحة الوطنية الحقيقية، وذلك بسبب نكصه المتكرر بكل الاتفاقات التي وقعها سابقاً".

وتابع: "الناس أصبحوا يرون أن قتال الحوثيين هو الضامن الوحيد لسلامة كرامتهم وممتلكاتهم وحماية ثروات البلاد رغم خيبة الأمل في الشرعية الفضفاضة الفاشلة".
وأكد أن "المصالحة الوطنية الحقيقية لن تتوفر إلا بضمانات انتهاء مشروع الحوثي الطائفي العنصري والتمميزي، الذي يمنح سلالة معينة حق الحكم والتسلط على بقية الشعب كحق إلهي بعقيدة جهادية مغلوطة".

ولفت إلى أن ضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة وعدم فرض المعتقدات المذهبية والطائفية على الآخرين وتساوي الجميع في السلطة والثروة، هو المخرج وممكن التفاوض حوله.
واستطرد: "كما أن الاتهامات الموجهة في المبادرة من الحوثي بخصوص داعش هي شماعة ودعاية كاذبة اعتاد على استمرائها من سنوات، يهدف بها إلى كسب رأي دولي وتعاطف على حساب معاناة المواطنين والنازحين والمشردين في مأرب وغير مأرب، ومأرب كلنا نسكنها ونازحون من الحوثي ومثلنا ملايين اليمنيين".

وأوضح: "كما أنني بصفتي أحد أبناء مأرب، أؤكد أن السلام مطلبنا وغايتنا ونؤمن به، ونؤمن بالتعايش وقبول الآخر دون فرض معتقد ولا مذهب".
وطالب "بإحلال السلام. سلام الشراكة والندية والمواطنة المتساوية، بعيداً عن خرافات الحق الإلهي المدعى، وبعيداً عن العنصريات والفئويات والمناطقية بكل أشكالها وصورها".

وعلى الجانب الآخر، قال الشيخ محمد الأمير، أحد مشايخ ووجهاء محافظة مأرب، إن "قيادة حزب الإصلاح هم من يقفون معرقلين للقبول بالمبادرة، بالرغم من أن أغلب أبناء محافظة مأرب مرحبون بالمبادرة،  ومتمسكون ببنودها في الوقت الحاضر والمستقبل، ونجد فيها ما نطالب به كأبناء للمحافظة منذ عشرات السنين بمن فينا من المعرقلين لها اليوم وكان يجب انتهاز هذه الفرصة".

وتابع: "المبادرة مُنصفة، وتُشرك أبناء مأرب في السلطة والثروة، وهذا لم يحصل عليه أبناء مأرب منذ 40 عاماً، حتى صدرت هذه المبادرة".
وأكد أن تلك المبادرة هي الحل والمخرج السليم نحو سلام حقيقي، لأنها واقعية ومنصفة لأبناء المحافظة خاصة وللشعب عامة.

 وحمّل الأمير قيادات حزب الإصلاح المسؤولية الكاملة عن تبعات رفضهم وعرقلتهم لتنفيذ تلك المبادرة.
ونصت المبادرة التي طرحتها جماعة الحوثي على تشكيل إدارة مشتركة متكافئة من أبناء مأرب لقيادة المحافظة وإدارة شؤونها بشكل مشترك ومتكافئ في جميع المجالات ووقف أشكال التدخل الخارجي لأي دولة في شؤونها، بالإضافة إلى تشكيل قوة أمنية مشتركة بقيادة مشتركة من أبناء مأرب لإدارة الشؤون الأمنية في المحافظة تتبع الإدارة المشتركة لقيادة المحافظة المشتركة وإخراج كافة القوات الأجنبية، والالتزام بحصص المحافظات الأخرى من الغاز والنفط وضمان إيصالها، وغير ذلك من الخدمات الأخرى وتوزيعها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى