مركز دراسات: الإصلاح يجيش مليشيات ضد خصومه بإستثناء الحوثي

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
  • ​تعز معقل المليشيات غير النظامية.. مركز صنعاء للدراسات: الدعم الإقليمي لخصوم الإصلاح ينذر بتحركات تُحضّر ضده
> استبعد مركز صنعاء للدراسات في ورقة بحثية حديثة أن يستجيب حزب الإصلاح لدعوات حل المليشيات التي تعمل خارج إطار المؤسسة العسكرية، وإخلاء القوات العسكرية من المنشآت العامة والخاصة التي جرى تحويلها إلى قواعد عسكرية ونقل الثكنات والألوية بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان.

وبين أن الموافقة على هذه الدعوات تعني أن جناح حزب الإصلاح العسكري سيخسر أفضليته الحالية في تعز، وبالتالي من غير المرجح أن يستجيب الإصلاح لهذه الدعوات. حل المليشيات غير النظامية التابعة له، وإعادة تشكيل الجيش بأي شكل، وانسحاب القوات العسكرية من المناطق الحضرية سيضعف نفوذ حزب الإصلاح على الأرض في تعز.

وتابع: "يبدو أن الإصلاح يسير في اتجاه معاكس، إذ إن التهديدات الجديدة، سواءً محلية أو إقليمية، تدفع به إلى مضاعفة جهود تجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفه وتوسيع نطاق سيطرته في المحافظة. لا يزال هناك خوف عام من أن معارضي الإصلاح قد يتحدون ضده، لا سيما في ضوء التهديد الذي يشكله الحوثيون على مأرب، مركز القوة الآخر للإصلاح في اليمن".

ولفت إلى أنه ومع أن حزب الإصلاح لا يزال أكثر لاعب بارز في التحالف المناهض للحوثيين، فإن الدعم الإقليمي لخصومه يزيد من الشك من أن هناك تحركات تُحضّر ضده.

ولفت مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في ورقته البحثية  المعنونة بـ "تعز معقل المليشيات غير النظامية" إلى أن فصائل تعز المناهضة للحوثيين بدأت بالانقلاب على بعضها؛ حيث استخدمت الموارد التي حصلت عليها من الداعمين الإقليميين ورجال الأعمال المحليين لشن معارك داخلية للسيطرة على المحافظة.

وأوضح أن حزب الإصلاح، الحزب السياسي الإسلامي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، قاد المعسكر المهيمن في تعز واتهم الخصوم السياسيين للحزب الأخير بالسيطرة على القرار السياسي والعسكري داخل مدينة تعز، وتلقي أموال غير معلنة من قطر وعُمان، وتلقي دعم مادي من الحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية، مشيراً إلى أن المعسكر الثاني كتائب أبو العباس السلفية واللواء 35 مدرع بقيادة عدنان الحمادي، وبعد عام 2017، شمل المعسكر الثاني أيضًا قوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. يتمتع هذا المعسكر بدعم واسع ومعلن من الإمارات حتى يومنا هذا.

استخدم المعسكر الموالي للإصلاح محور تعز العسكري القيادة العسكرية الرسمية للقوات الحكومية في محافظة تعز- بفاعلية لخدمة أهدافه. عيّن حزب الإصلاح موالين له في مراكز قيادية عليا، مثل خالد فاضل، كقائد للمحور، والعميد عبده فرحان المخلافي، الشهير بـ "سالم"، كمستشار للقائد. أدت هذه الهيمنة على تشكيل عسكري من المفترض أن يلتزم الحياد السياسي إلى تفاقم مخاوف الأحزاب السياسية والقوات المناوئة في تعز، كما أثارت شكوكًا بأن الجيش الوطني انحرف عن مهمته ويسعى وراء مصالح حزبية فقط.

الورقة البحثية أكدت إنه من غير المرجح أن يخاطر حزب الإصلاح بالانخراط في حرب شاملة مع خصومه بتعز، على الأقل في الوقت الراهن، حيث إن أولويته الأساسية حاليًّا هي الدفاع عن مأرب، آخر معقل رئيسي له في الشمال، ضد الحوثيين. انهيار الحكومة والقوات التابعة للإصلاح بشكل تام في مأرب سيكون كارثيًّا لكليهما، وسيضع الحزب في وضع أكثر تزعزع في تعز. يدرك حزب الإصلاح هذا الأمر، وهو ما دفعه إلى نقل قوات موالية له من تعز إلى مأرب للانضمام إلى القتال ضد الحوثيين كخطوة تسلط الضوء أكثر على أولويات الإصلاح في اليمن.

يبقى تأمين ما تبقى من محافظة تعز، بما في ذلك ساحل البحر الأحمر، هدفًا للمستقبل، وبالتالي لا يزال هناك خطر اندلاع صراع، أما عن عمد أو من غير قصد. تُعد محافظة تعز مكسبًا استراتيجيًّا لكل من الإصلاح وطارق صالح. أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فهو مستمر باعتبار التهديد الذي يمثله حزب إصلاح قوي كتهديد وجودي. وفي هذه الأثناء، ستستمر القوى الإقليمية، بما فيها الإمارات والسعودية وقطر وعُمان، بمحاولة التأثير على الأحداث في تعز والعمل بخفية لوضع وكلائهم في مواقع أكثر قوة.

يبقى تأمين ما تبقى من محافظة تعز، بما في ذلك ساحل البحر الأحمر، هدفًا للمستقبل، وبالتالي لا يزال هناك خطر اندلاع صراع، أما عن عمد أو من غير قصد. تُعد محافظة تعز مكسبًا استراتيجيًّا لكل من الإصلاح وطارق صالح. أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فهو مستمر باعتبار التهديد الذي يمثله حزب إصلاح قوي كتهديد وجودي.

وفي هذه الأثناء، ستستمر القوى الإقليمية، بما فيها الإمارات والسعودية وقطر وعُمان، بمحاولة التأثير على الأحداث في تعز والعمل بخفية لوضع وكلائهم في مواقع أكثر قوة.
ضعف الحكومة المعترف بها دوليًّا والرئيس عبدربه منصور هادي يعني أن الأطراف المحلية والقوى الإقليمية تعتقد أن لديها الفرصة لتملأ الفراغ الحالي في السلطة.

يجب النظر إلى خطوات الإصلاح لزيادة قوته في تعز عبر إنشاء معسكرات تدريب لميليشيات غير نظامية من هذه الزاوية. وفي حال نجح حزب الإصلاح في ذلك، سيسعى آخرون إلى نسخ هذا النموذج، الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم وعسكرة اليمن أكثر وبشكل يصعب معالجته لاحقًا.
وبغضون ذلك، تمثل المليشيات المسلحة التي تنشط في تعز قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتهدد بإغراق المحافظة في مزيد من الصراع الدموي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى