​ليس ما يجري مفاجئا

> وفق كافة المعطيات، ليس الشرعية ولا التحالف في حرب مع الحوثيين في حين أن عمليات الاستسلام والتسليم لكافة الأسلحة والمعدات تجري على قدم وساق منذ زمن ولم تواجه قط بالمحاسبة، ولم تعقب ذلك مراجعات تذكر على الصعيد العسكري.
الأمر اللافت هو التخلي التام عن دعم الجبهات، وعدم تسليم رواتب المرابطين فيها لما يقارب العام، بمعنى أنه لم تعد المقاومة الجنوبية حليفاً للتحالف، ناهيك عن علاقتها التصادمية بالشرعية.

الآن لم يواجه الحوثي في بيحان أي مقاومة من الإصلاح والشرعية، ولا طائرات التحالف السلاح الأقدر على تعديل كفة المواجهات في المعارك، بمعنى أدق أن هناك خفايا وأسراراً لما يحدث وسيحدث.
الثابت أن الجنوب أمام معادلات مختلفة بعد أن عاد الحوثيون بهذه الطريقة السهلة لاحتلال أراضيه، الأمر الذي يشكل ضغطاً شديداً على المقاومة الجنوبية التي هي تحت نمط غريب من الضغوطات المستمرة التي استهدفت في المقام الأول مقاومته، والوضع الاقتصادي بما هو عليه من تداعيات ربما مهدت لأحداث خلاله على الصعيد الاجتماعي تفقد الساحة الجوبية الاستقرار النسبي التي كانت عليه.

هنا تبدو الساحة مهيأة لتداعيات عارمة جنوباً يتوجها الحوثيون بالعودة إلى الجنوب، وما يجري في شبوة هو البداية الواضحة والفاضحة لما يجري.
الجنوبيون لا ريب أنهم أمام تحديات سافرة ربما تكشف ما وراء الستار، إلا أنها تحتم عليهم المواجهة رغم الصعوبات.

هكذا يمتحن الجنوب الصابر عقب ما قدم من تضحيات على مدى سنوات خلت بمواقف ليس فيها أدنى شعور إنساني أو أخلاقي من جميع الأطراف للأسف.
انتهت المخاوف والهواجس من المد الفارسي الذي لم يعد مشروعه يهدد دول الجوار والعالم عدا الجنوب الذي تتفاقم مأساته على نحو مروع بعد أن ظن أن هبة التحرير التي أنجزت ليس في محط المساومات.

ربما كما يقال كل ضارة نافعة بمعنى أن كافة الأطياف الجنوبية أمام تحديات سافرة، وهو ما يعيد التفكير في مستقبل أرضنا وقضيتنا التي لن تكون من أولويات أحد غير أبناء شعبنا.
العبرة كبيرة جداً مما يجري، وكل شيء لم يعد استبعاده من خلاصات سنوات مضت ومؤشرات راهنة، خلط جداً مريب ومعيب لا يمكن البناء عليه بالنسبة لنا كشعب تدميه المأساة بكل صروفها وفصولها بعد أن تلاشى الأمل بنجدة الإقليم والعالم وتخاذل الداخل من منطلق حسابات شتى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى