​صلف وصفاقة سلطة الإفك

>
قضيت وقتاً متأملاً باحثاً عن سلطة تسوم شعبها الويلات كسلطتنا ولم أجد، أتحدث هنا عن جنوبنا المحرر طبعاً، لأن سلطاتنا وهي لا تحتكم على شبر أرض عدا مأرب المهددة بالاحتلال، لكنها تمارس أبشع صنوف التنكيل بحقنا كجنوبيين، فهي تقطع المرتبات، وتعبث بالخدمات، وتشيع الغلاء وانهيار العملة، بل تهمل كل مسؤولياتها الدستورية تجاه شعبها، والصفاقة أن ينبري أحد أفرادها ليقول لنا: هاتوا لنا ما لنا وسنهبكم المرتبات والخدمات، تصوروا.

نعم هي صفاقة، بل قمّة الانحطاط الخلقي والقيمي، ويا هؤلاء أنتم لم تدعوا صورة من صور البطش إلا مارستموها بحقنا، أنتم أقصيتمونا وهمشتمونا، ونهبتم ثرواتنا، وطردتمونا من أعمالنا، وحولتمونا إلى مقعدين في بيوتنا كالثكالى، حتى من وقف معكم من بني جِلدتنا وأزركم في حرب 94م، بعد ذلك رميتموه وهمّشتموه، لكن هؤلاء لم يتعظوا بعد، لكن أنتم كسلطة ماجنة، بحق الله ماذا تريدون بعد كل هذا؟

منطقكم اليوم بعد انكساركم من الحوثي هو: تعالوا إلى نفس الحظيرة صاغرين، وحتى نواصل طحنكم ونهبكم ونسومكم الويلات ونستعبدكم أيضاً. الآن وأنتم كسلطة ونافذين وناهبين بعيدين وهاربين عن جغرافيتنا المحررة، انفككتم تمارسون غطرستكم وعنجهيتكم ونهبكم، ومنكم من يمتلك آبار نفط لشخصه في أرضنا، لذلك نقول لكم: قولوا لنا بالله عليكم أي إنسان حر ولديه قطرة دماء حية تجري في عروقه سيقبل بهذا الوضع؟ من بالله عليكم؟

المشكلة ليست بكم وحدكم، بل هي أيضاً لدى الإقليم الذي يستضيفكم وينعم عليكم بالعطاء، وأنتم تمارسون الظلم بحقنا جهاراً نهاراً، وهو يعرف بكل ذلك ويصمت، ولا يخجل من استضافتكم والمشكلة أيضاً في المنظمات الدولية الحقوقية، ومنها منظمات حقوق الإنسان وكل الهيئات الدولية المعنية بالقوانين والاتفاقات الدولية لحماية شعوب الأرض، كل هذه منظمات صورية جائرة ومسيسة، وهي لا تتحرك إلا لأغراض سياسية بحتة يمليها عليها العرابون الكبار، لأن هدفهم هو تركيع شعوب العالم الثالث تحديداً، وإلا أين هي من كل ما يجري في جنوبنا المطحون من يوم هذه الوحدة المشؤومة؟

نحن هنا على أرضنا الجنوبية صامدون، ولن نعود إلى بيت الطاعة ولو احترقت الأرض بمن عليها، بما فيها جنوبنا الذي لن يعود إلا حراً على أرضه، وأنتم يا من لم تشبعوا من النهب والظلم، وكأن الحياة لا تستقيم لكم ولا تهنأ إلا بنهب جنوبنا وتركيعه، اذهبوا إلى الجحيم، وهنا ما أرخص الجنوبي الذي يتمسح بكم ويتملق لكم على حساب شعبه وأرضه وقضيته، ولأجل الفتات، وكأنه لم يكفه أنكم قد رميتم به في صفائح الزبالة في الجولة الأولى، ونتمنى أن يتعظوا جميعاً اليوم.

اليوم جنوبنا غير الجنوب الذي كسرتموه وهلهلتم قواه وإرادته، ومهما يحدث لنا من تنكيل وبطش جائر من قبلكم، وبعلم هذا الإقليم، نحن هنا صامدون، وسنلتحف الثرى ونتدثر بفضاءات السماء، وسنقتات حتى ثرى أرضنا وصخور جبالها، وبالطبع للصبر حدود، أما العودة إلى بيت الطاعة خاصتكم فهي من سابع المستحيلات، وأثق أن شعبنا الجنوبي الأصيل الحر يردد معي نفس هذا القول، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى