المرجعيات الثلاث أم المشكلات الثلاث؟

> كانت البداية هي المبادرة الخليجية، التي فصلها وشذبها وهذبها الرئيس اليمني السابق تحت مظلة الخليج، متدثرا بها ليتنحى من جانب من السلطة، ويبقى ممسكا بالقوة، ومحاولة دفن القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، الذي كان في الظاهر الشرط الرئيس له، وكانت هي الآلية التي أفشلت ثورة الشباب في صنعاء، لينقض عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، في إطار ما عرف بالربيع العربي، الذي بشر به أوباما في جامعة القاهرة وقبله كوندليزا رايز، بما أسمته الفوضى الخلاقة، وتسليم الإسلام السياسي العربي السلطة في منطقة الشرق الأوسط ،بعد أن وصل الإرهاب إلى شوارع أهم عواصم دول الغرب، وهدد مصالحهم دون أن تستطع الأنظمة العربية الليبرالية أن تحمي الغربي، ولا حتى تحمي شعوبها من ذلك الإرهاب، فأصبحت عبئا على الغرب، وهي الصديقة له، فلا حمته ولا أتاحت له الفرصة لضرب الإرهاب في دولها، لهذا كانت الخطة أن تسلم السلطة للإسلام السياسي بتمويل قطري ودعم تركي ودعم إسرائيلي مستتر، ورغبة إيرانية في ضرب الهوية العربية بالهوية الإسلامية، في الوقت الذي كانت الهوية العربية هي الحاضنة للدين الإسلامي الحنيف، ووضعت المنطقة أمام خيارين: إما أن تحمي الغرب من الإرهاب أو أن تنقل المعركة إلى أوطانها، وهذا ما حصل بالفعل.

وكانت من نتائج المبادرة الخليجية ما عرف بالمرجعية الثانية وهي مخرجات الحوار (حوار صنعاء) الذي صنعت نتائجه خارج قاعات الحوار، وكان مسرحية هزيلة تم القضاء عليها في ما عرف باسم اتفاق السلم والشراكة، ومشروع الدستور المشوه، وكانت من نتائجها الحرب التي تمر اليوم بعامها السابع، والتي ولد مع ولادتها ما يسمى بالمرجعية الثالثة، وهو القرار 2216 لمجلس الأمن الدولي الذي أصبح اليوم العائق الرئيس لوقف الحرب وإحلال السلام، ولا يمكن أن يكون إلا مرجعية للحرب وليس للسلام.

فهل يمكن لتلك الثلاث البلايا أن تكون مراجع لسلام ولعملية سياسية ناجحة في اليمن؟ بالتأكيد، لا. فلماذا يتم التغني بها عند الحديث عن السلام والحلول السياسية؟ أليس لإعاقة السلام وتعطيل العملية السياسية؟ إنها بالفعل المشاكل أو العقبات الثلاث في طريق السلام.
إن الحل لمشاكل المنطقة هو الوقف الفوري للحرب، والدخول في عملية سياسية متعددة المسارات دون أي شروط مسبقة، ومرجعيتها البنية الشعوبية للمنطقة وهوياتها بعيدا عن الضم والإلحاق والطمس ومرجعية التاريخ والجغرافيا وإرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى