من الخيانة إلى المواجهة

> في تطورات متسارعة، تابعنا عملية الانسحابات لقوات الإخوان المتتالية من مواقعها في الضالع، وعملية انتقال تلك الانسحابات لتتوالى في فرضة نهم، ثم الجوف والبيضاء ومديريات في مأرب حتى وصلت إلى مديريات في شبوة: مرخة العليا، بيحان، العين، ومناطق في عسيلان، وحالياً انسحابات من السليم والصفراء.

وفي تطور ملحوظ، تغير مسار تلك القوات إلى محاصرة التحالف العربي وقوات النخبة الشبوانية في معسكر العلم، لنصبح اليوم على هجوم مباشر مسلح من قبل تلك القوات على قوات النخبة الشبوانية في معسكر العلم.

وتبادل (قوات الإخوان) إطلاق النار مع أبطال النخبة مثلما سبق لها، حرف مسار الحرب من الحرب مع الحوثيين إلى محاربة النخبة الشبوانية والقوات الجنوبية في (شقرة - الشيخ سالم)، ونشروا خلاياهم داخل المناطق الجنوبية المحررة، إضافة إلى حرب الخدمات القذرة ضد شعب الجنوب بغية كسر إرادته، وتم وضعه أمام خيارين إما الخدمات وحياته المعيشية، أو تطلعاته السياسية المشروعة في الحرية والاستقلال واستعادة سيادته.

لقد صبر شعبنا طويلاً وصمد بكل بسالة، وتابعنا الموقف غير الواضح من التحالف إزاء كل تلك التطورات باستثناء محاولات جرت بالضغط المحدود تجاه تنفيذ اتفاق الرياض، وهذا الضغط المحدود لم يؤتَ أكله حتى اليوم.

فمسار تنفيذ اتفاق الرياض يمضي متناقضاً مع مسار الحرب، ويستخدمه الإخوان كغطاء سياسي لحرف مسار الحرب، لكي تنسحب القوات اليمنية (الجيش الوطني) من جبهات القتال على الحدود الجنوبية الشمالية في عملية معاكسة لنصوص اتفاق الرياض التي (تنص على أن تنتقل القوات الجاثمة على صدور شعبنا في بعض المناطق الجنوبية شبوة وسيئون والمهرة وأبين)، لتتوغل في الداخل الجنوبي مفسحة المجال لقوات الحوثي، للتقدم بخلاف مضامين اتفاق الرياض الذي يتضمن توحيد الجهود لمجابهة قوات الحوثي بدعوى باطلة (الحفاظ على الوحدة اليمنية المغدور بها).

كل تلك التطورات والانتقال الواضح من الخيانات إلى المواجهة المباشرة، قد يفرز موقفاً جديداً للقوى المتحالفة في محاربة الحوثي، في ظل غياب مؤسسي في هذه الجبهة وإدارة ضعيفة وغير منسقة، وفساد يهول منه العقل أكان من حيث الأرقام والأسماء الوهمية لقوات ما يسمى بالجيش الوطني بهدف الكسب غير المشروع لصالح القيادات والخصميات غير المعقولة من مرتبات الجنود، أو تبديد الإمكانيات وبعثرتها ناهيك عن تسليمها للعدو.

إن التحركات المتسارعة والخطوات التي يمضي بها التحالف العربي تشير إلى أن موقفاً جديداً قد يتبلور في إعادة هيكلة القوات وتقلص دور الإخوان وإفساح المجال للقوات التي تتصدى للحوثي بكل بسالة، حتى وإن كانت الأهداف من وراء ذلك لم ترتقِ إلى مستوى الأهداف التي كانت عند بداية الحرب، والتي لم تعد إنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء وتسليم سلاح الحوثي، فالمعلن اليوم من أهداف الحرب هو الضغط على الحوثي، وجره إلى طاولة المفاوضات السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى