عام تغيير الصورة

> عام آخر من أعوام القحط مر على حياتنا البائسة مرور اللئام، لكنها الحياة هكذا تقبل وتدبر ومن عضته بنابها اشتاق إلى أفاويق استحليناها صغارًا في جنوبنا الحبيب.

بطيئة جدًا أيامنا، سريعة جدًا سنواتنا، هذه معادلتنا في التعاطي مع أيام كئيبة تكتم على أنفاسنا، لكنها في النهاية تتراكم حتى تصبح سنة كبيسة تنتزع من عمرنا أحلامًا لم تعد إلا صدى يتباكى على رحيل الشباب والصياح حتى النواح من (مشيب) يصبغ الكثير من شعرك الأسود باللون الرمادي ويسحب من رصيد حياتك البائسة سنة أخرى.

أشعر دائمًا بأن يومنا في زمن الجوع والمجاعة والحروب التي لا تنتهي، بطيء للغاية وكأنه ألف سنة أو يزيد، لكن عندما أطالع التقويم الميلادي الجديد أستغرب كيف دارت الأيام ما بين بعاد وخصام حتى أصبحت السنة في حياتنا كأنها يوم أو بعض يوم.
صورتي هذه البائسة التي تطالعونها في عمودي هذا لها أكثر من سبع سنوات، ولو فكرت في تغييرها مع السنة الميلادية الجديدة ستصابون بالذعر.

طبيعتنا في ظل البحث عن هوية وطن مغتصب فكرًا وسلوكًا من ثلاثين عامًا، أن نحلم بمستقبل أفضل بسرعة دون المرور بمرحلة مخاض ونتناسى في غمرة هيجاننا ومطالبنا بالوطن الجديد أن الله تعالى خلق الأرض في ستة أيام وهو الذي يقول للشيء كن فيكون.
تبقى أحلامي للعام الجديد بسيطة من حيث قانون الإنسانية، وتبقى صعبة جدًا في ظل نظام الغاب الذي يرقص على جماجم بؤسنا وعظام فقرنا.

ماذا لو أنني اهتديت لمصباح علاء الدين السحري وخرج لي المارد من قمقمه قائلًا: شبيك لبيك أطلب ما تريد؟
أقسم لكم إنني لن أطلب ثروة توازي ثروة نهابي بترولي وديزلي وغازي وقوت قوتي، فقط سأطلب ما يلي:

كيس سكر وكيس دقيق ودبة زيت في مستوى راتبي وسأبوس يدي وجهًا وظهرًا، وسأحمد الله على هذه النعمة، فهل في مطلبي هذا ما يعكر صفو اللصوص ويهدد ميزانية قراصنة البر والبحر بنفاد مخزون ثرواتهم الطائلة؟
مع مطلع هذه السنة التي نتمناها سنة بسيطة تقطع دابر اللصوص جدير بنا أن نعتذر للياباني (أوناسيس) الذي مات وهو يحمل لقب أغنى رجل على ظهر البسيطة، لأن سنوات الحرب في اليمن كشفت عن لصوص وحرامية يمتلكون أرصدة في بنوك العالم بأرقام فلكية تتوارى أمامها ثروة (أوناسيس) خجلًا و كسوفًا.
ويا رئيس تحرير صحيفة الأيام الغراء ما جدوى مطالبتي بتغيير صوتي بصورة حديثة ما دام واقعنا على الأرض محلك سر لم يتغير؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى