حفيد طارق بن زياد.. ريان المغربي يوحد العرب

> "قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" يوسف الآية 10
"وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون" يوسف 19

خطوة عاثرة للطفل ريان المغربي ذي الخمسة الأعوام من منطقة شفشاون بشمال المغرب، عصر يوم الثلاثاء الماضي، تحطه على عمق 30 مترًا تحت الأرض في بئر ضيق لا يتسع لاثنين.
الحدث اتسع ليستقطب كل المغاربة وكل العرب في مسحة روحانية نادرة جمعت الكل تتبعا وترقبا لإخراج الطفل ريان من حفرته المخيفة مشفوعا بابتهالات لا تنقطع ودعاء لا يتوقف ومؤازرة لا تفتر شملت الناطقين بالضاد أين ما وجدوا في المعمورة، والمسلمين بكثرتهم في كل مكان، والرأي العام العالمي أيضًا.

لا شك بأن الطفل ريان الذي بقي متشبثا بالحياة في العمق السحيق هو بطل بكل المقاييس، وسيعلم هو -آجلا أو عاجلا- بعد أن يمن الله عليه بالخروج سالما من الهول العظيم، أن مأساته قد وحدت المغربي بالجزائري والامازيغي بالعربي وبلدان المغرب العربي بالمشرق العربي، وأن ما يجمعنا كعرب أكثر مما يفرقنا وما يوحدنا آصرة لا تموت، هي مشيئة الله تجري جري الدم في عروق العرب، تنبعث قوية خلاقة كانبعاث العنقاء الأسطورية من تحت الرماد رغم ليل أسود طويل وملعون أصاب الطوايا والحنايا ومزق الأواصر واللحم وجعل العدو أخًا والأخ عدوًا بتقنية حبائلية استعمارية غربية وصهيونية لا تخفى على أحد.

في ظل هذا التعاطف المبهر المتجاوز للحدود للطفل ريان، يقدم أب موتور في الضالع؛ فاقد لإنسانيته وآدميته ودينه وأخلاقه على ذبح ابنه الرضيع شبيه القمر في ليلة تمه، يذبحه بشريم من الوريد إلى الوريد دون رحمة أو شفقة أو رأفة.
هذه الجريمة التي حدثت يوم الخميس الماضي والعالم ماسك على قلبه في ترقب لإنقاذ ريان من محنته في غيابة الجب، تكررت

أمثالها كجرائم يقشعر منها البدن في غير مكان من بلادنا، ليس آخرها اغتيال والد مسن على يد ابنه، ما يدعونا لرفع مستوى الإنذار من الانحاط والتدني الأخلاقي في بلادنا بسبب غياب الدولة ومنظومتها القانونية والضبطية والانفلات الأمني وانتشار السلاح في كل يد، حتي لا نسقط في هوة سحيقة أكثر غورًا من بئر البطل ريان المغربي الذي ندعو الله أن يفرج كربته ويخرجه سالما معافى من البئر السحيق.

ما أن فرغت من كتابة هذه المقالة حتي وصل إلى مسامعنا نعي البلاط الملكي المغربي للطفل ريان - رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى