ما يجري في عدن

> عند مراجعتي للتقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن والمنشئ عملًا بقرار مجلس الأمن 2140 للفترة 6 يناير 2021م حتى 5 يناير 2022م وجدت حديثاً حول أحداث جرت في عدن خلال العام المنظور بالتقرير الذي خلص إلى أن المجلس الانتقالي غير قادر على السيطرة على الأمن في عدن، وأنه لا توجد أي قوة عسكرية وأمنية غير قواته في عدن.

وعلى عكس ما ذكرت، أشاد التقرير بدور جماعة الحوثي في ضبط الأمن والاستقرار في صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها وشعرت بالغبن الشديد من هذا التقييم الجائر ضد الانتقالي رغم أن عدن شهدت معارك عنيفة مع مليشيات الحوثي وقوات صالح حينها، أي كل القوات العسكرية اليمنية وتركت بدون حكومة وبدون قوات، وبدون سلاح وبدون من يدافع عنها وأحضروا إليها قوى الإرهاب والظلام فقام أبناء الجنوب كافة وأبناء عدن خاصة بالدفاع عنها وأخرجوا تلك القوى الاحتلالية الغازية الظلامية، وحاولوا بجهود ذاتية وبدعم من التحالف تأمينها واستقراراها مع وجود خلايا نائمة لمختلف القوى المناهضة لأمن عدن والجنوب وتأسست قوات الأحزمة وقوات الدفاع الجنوبية، وبذلت جهودا جبارة لتحقيق الأمن والاستقرار وبمجرد حوادث إرهابية لخلايا نائمة تحدث في بلدان متطورة يتهمون الانتقالي بعدم القدرة على الأمن والاستقرار ويقارن مع الحوثي الذي استلم دولة بكل مؤسساتها ولم تطلق طلقة رصاص في مناطق سيطرته باستثناء ما يأتي من الجو من طيران التحالف في وضع يعمل فيه حكام صنعاء السابقون والباحثون على زعزعة الأمن في عدن والجنوب ولا يعمل الجنوبيون على الإطلاق على زعزعة الأمن والاستقرار في صنعاء وبقية المناطق المسيطر عليها الحوثي.

في الوقت الذي أدارت فيه قوات الإخونج فوهات مدافعها باتجاه الجنوب المحرر وتخلت عن تحرير صنعاء وبقية المناطق المسيطر عليها الحوثي، شعوري هذا بالعين جعلني أفكر كيف نساعد المختصين بالرد على هذا الاستنتاج لفريق الخبراء، وفي هذا الجو المحبط والمقلق صدمت صباح اليوم وأنا ذاهب إلى عملي مع جموع المواطنين والموظفين والطلاب المتحركين من مديريات الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة والبريقة باتجاه بقية المديريات الأربع الأخرى لعدن، بتوقف خط السير أمام جزيرة العمال والاشتباكات بالرصاص والطائرة اليمنية المدنية تحوم حول مطار عدن لم تستطع الهبوط بسبب هذه الاشتباكات، وعادت السيارات من حيث أتت وتعطلت مصالح الناس وأزهقت أرواح جنوبيين، وزعزع الأمن والاستقرار والسكينة العامة.

بعد متابعتي الخاصة للوضع تبين أن جوهر المشكلة صراع بين صامد سناح الرابض في جزيرة العمال الذي سبق أن قام باستحداثات في الجزيرة أثارت حينها ضجة من قبل الناس وشكلت لجنة كنت رئيسها لمعرفة ما يجري، لكن بقدرة قادر تم إيقافنا وتعطيل عملنا بتوجيهات عليا.
صراع صامد سناح مع قوات الأمن التي ترصد صرف الرواتب عبر لجنة وإجراءات معينة اتخذت لهذا الغرض، إلا أنه رفض أن يصرف الراتب عبر هذه اللجنة وأراد أن يصرف حسب العادة لغرض في نفس يعقوب. هذه هي الحالة وهذه هي الواقعة.

تمت زعزعة الأمن والاستقرار وتعطلت مصالح الناس، وأزهقت أرواح جنوبية وتشوهت الصورة في عدن والجنوب وشوهت قدرات الانتقالي على السيطرة على الأمن والاستقرار في الوقت الذي يرصد فيه العالم بكل اهتمام الأوضاع في الجنوب وإدارة المجلس الانتقالي لها ويقيم ذلك، وتصرفات ناس تنشد دولة وكل ذلك أضر بالجنوب وقضيتنا العادلة، ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة ومنها:

توقيف القادة المتسببين بهذه الأحداث في الشرطة العسكرية، لينالوا جزاءهم العادل وتكليف آخرين للقيام بمهام وإعلان ذلك لشعب الجنوب.
إعادة تنظيم قوات الأمن وتحديد اختصاصات كل منها وتنظيم وتنسيق عملها.

منع استخدام القوات العسكرية في خلافات شخصية أو مناطقية أو ما شابه ذلك.
إعادة تأهيل وتدريب القوات الأمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى