كم با تتحمل عدن؟

> يا شوارع عدن المنسية، يا شوارع مدينة تمتلئ بالرصاص والبنادق والمسلحين من دون أسماء ولا وجوه ولا تراهم إلا حين ينطلق الرصاص، كل شيء فيك تحت سيطرة حملة البنادق ومطلق الرصاص، فلا يهم أين يكون ولكن على من يقصد ساحة أو يقطع شارعًا أو منعطفًا أن يجيد مهارة كيف يتفادى هو وكل سكان عدن.
الرصاص الذي ينطلق كل وقت وليس له وقت، لا يهم أين يختبئ منه الأطفال الذاهبون لمدارسهم صباحا والعائدون ظهرا، أو من يخبرهم أن هذا موعد الرصاص والصدام بين بندقية وبندقية وبين قذيفة وقذيفة.

كل الرصاص الذي رسم نفسه على جدران منازل السكان وواجهات بيوتهم ومتاجرهم ليس لشخص واحد وليس لبندقية واحدة، إنه لمباراة بالنار لاشتباك هنا وبعدها هناك، هو حوار ما نعجز عن إدارته وأحكام مخرجاته.
نحن عجزة ولهذا فإن الرصاص لدينا غداء وحده يجمعنا وبه نتحاور، ثم ننهي الخلاف وبعدها نستعد لإنهاء خلاف آخر بما هو متفق عليه تحت وابل من الرصاص.

عدن مدينة ينطلق فيها الرصاص ويلعلع في أي لحظة، وكل شارع أصبح محجوزًا لأصحاب البنادق والسلاح، فقد غدت عدن مدينة تنام وتصحو على صوت الرصاص، لأننا بصدق حين لا نجيد القسمة ويختل الميزان يكون الرصاص وحده الجواب، وقال المثل الشعبي (من علمك القسمة يا الثعل، قال عين الذئب)، وهنا في شوارع عدن أكثر من ثعل تعلم القسمة وأكثر من ذئب أخل بالقسمة، وأكثر من شارع نسمع فيه أصوات الرصاص والمسلحين وأسماء لا صلة لها بنا ولا بما نريد من دون رصاص، لكنها تبحث عمن أخل بالقسمة بينهم، وكذا عن عين ثعل يحبك القسمة وشاف عين الذئب الذي عجز عن ذلك.

كم حجم الرصاص الذي تحملونه في عدن؟ وكم با تتحمل عدن منه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى