خيارات ومسارات..

> من الواضح مما يجري في الصراع الإقليمي والدولي، إن المشروع العربي لم يتبلور بعد، بل ولم تنضج حتى مجرد فكرته.
العرب ودولهم أشبه بجزر متناثرة لا يربطها غير أنها في بحر متلاطم الأمواج.

هناك تسونامي سياسي ودولي قادم بدأته الصين وروسيا في إعلانهما الشهير مطلع فبراير الحالي 2022م.
إيران ومن دون شك هي داخلة في حلف الصين وروسيا الاتحادية، وبالتالي أدواتها في لبنان والعراق واليمن وسوريا هي من دون شك كذلك داخلة في هذا الحلف.

لكن العرب متفرقون ومتشرذمون؛ فقطر ومجموعة معها في جهة ما مع تركيا، وسوريا والعراق مع إيران، وتبقّت دول هامة مثل المملكة ومصر والإمارات، وبقيت إسرائيل القطب الثالث في الإقليم. فهل سنشهد حلفا تنتمي إليه إسرائيل في قادم الأيام، والتطبيع الأمني والدفاعي كمقدمة قد بدأ بالتشكل فعلًا.
إيران تريد السيطرة ومن ورائها حليفاها الكبيران الصين وروسيا، يريدون جميعًا السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.

والمشروع العربي الذي لم يتشكل رسميا يرى في تواجد إيران في هذا الموقع خطرا حقيقيا ويهدد وجود هذه الدول.
لكن الغريب أن مسارات العرب غير واضحة، والذين ينوون تشكيل حلف مناهض للتواجد الإيراني والأطماع الإيرانية، لا يرون أن أبعاد الجنوب أرضا وشعبا وكيانا سياسيا هو أساس أو لبنة حقيقية لكبح جماح إيران وتحقيق للأمن القومي العربي المشترك.

للأسف هذا ما يبدو من خلال عدم تقديم الدعم الواضح والكبير للجنوب.
خيار الشعب الجنوبي واضح وقد حسمه بمليونيات عديدة تجاوزت أربع عشرة مليونية.

وهذا الشعب لن تثنيه أي قوة عن تحقيق هدفه المشروع.
لكن هل خيار الشعب الجنوبي ومسارات السياسة العربية تتناغم أو تدعم هذا الخيار؟

من الواضح أن أصحاب المشروع القومي العربي لم يحسموا أمرهم بعد، ولم يقرأوا المشهد الدولي والإقليمي والمحلي جيدًا، وهذا ما يجعلهم حتى الآن لم يصلوا إلى شاطئ محدد. والسؤال الآن، هل بقاء الجنوب في ظل الوحدة أيًّا كانت فيدرالية أو مركزية يخدم هدفهم بتحجيم إيران ومنعها من الوصول للتحكم بباب المندب من خلال أدواتها المتماهية معها أو المتماهية مع تركيا؟ وتركيا وإيران يسيران بنفس الخط وهو السيطرة على العرب وإخضاعهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى