التوقعات السياسية للقادم

> السياسة بطبيعتها كالرمال المتحركة، لكن مهما كانت التعقيدات فالنظر إلى الأمام بناء على القراءة الصحيحة للمشهد السياسي الراهن ومؤشرات الاتجاهات السياسية القادمة ممكن جدا، فقد تعقد المشهد السياسي وصار في مفاصله الرئيسية شبه ساكن.

الحرب لم تحلحل الأمور والعملية السياسية لم تبدأ بعد، ويبدو أن مجلس الأمن قد رمى الكرة في ملعب اليمنيين ليضعوا حلًا لإنهاء الحرب، وجاء هانس المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة بأفكار جديدة للعملية السياسية نلحظ مؤشرات لمضامينها في تصريح رئيس مجلس النواب اليمني البركاني، حيث قال: "سنلتقي في الرياض بالانتقالي والمؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري والبعثي وكل القوى السياسية وسنتفاهم على ورقة لإخراج اليمن من أزماته".

هذا التصريح يشير إلى أن أفكار هانس قد استقبلها التحالف والقوى السياسية اليمنية بترحاب وأنهم ذاهبون إلى مشاورات متعددة الأطراف، لكن لقوى شرعية هادي ومن إليها على أساس توحيد هذه الجبهة ومن ضمنها بحسب تصريح البركاني المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا تحدٍ كبير أمام المجلس وشعب الجنوب، فهو يحمل في طياته الكثير والكثير مما يتعلق بالقضية الجنوبية ليس أولها وأخطرها أن الانتقالي في اتفاق الرياض قد كان ندًا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وهو وضع مقبول ويحمل في ثناياه ثنائية اليمن والجنوب، أما حين يذهب الانتقالي كما قال البركاني إلى مشاورات مع القوى السياسية اليمنية فهذا تغريم له ولم يعد تمثيلًا للجنوب، ويلقي ثنائية اليمن والجنوب ويضع الموقف الجنوبي في المفاوضات السياسية القادمة مع الحوثي الذي كان بموجب اتفاق الرياض شريكًا للحكومة اليمنية أي يمن وجنوب، أما مع القوى السياسية فهذه الشراكة إن تمت ستحوله إلى مكون سياسي مثل بقية المكونات اليمنية، إلا حين تكون هذه المفاوضات بين الانتقالي والأحزاب اليمنية فهذا أمر آخر.

لا أظن أن التلويح بتشكيل مجلس رئاسة سيكون الانتقالي دور فيه قد يفقد الرؤية لدينا فقد اعتبرنا أن مشاركتنا لحكومة المناصفة هي تنازل قدمه الانتقالي وكذا الحال بالمشاركة في وفد تفاوضي للعملية السياسية القادمة التي ترعاها الأمم المتحدة، فكيف لنا أن نقبل بما أشار إليه البركاني ونوقع عليه ليس كطرف أمام طرف يمني آخر؟ لكن كمكون ضمن عدد من المكونات فالوضع معقد ويحتاج إلى تروي والبقاء خارج مشاورات البركاني أفضل من المشاركة فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى