صباح الاشتراكية

> نقل بوتين العالم من كورونا إلى أوكرانيا، وخرجت للتو رائحة ذكرى الاشتراكية من نافذة الكرملين، وصفّق أصدقاء روسيا لانبعاثة الاتحاد السوفييتي السابق.

يسجّل الحدث الراهن أن شمس موسكو لم تغب، وكيف لها أن تغيب وهي تصافح كل صباح سنابل القمح الذي تصبُّه صبّا في سلة غذاء العالم.

كلنا يبغي السلام من دوينتسك إلى درعا إلى مأرب، كلنا عالم الإنسان لكن من يعطي تفسيراً لغضبة الغرب الذي استمرأ كونه سيد الأرض منذ ربع قرن وهو يعلم أن الأيام دول.

يتساءل العرب: ماذا عملت أمريكا خلال هذه المدة لشعب فلسطين؟

لقد بدأ للناس تماماً أن مساحة الأمان في ظل الاتحاد السوفييتي كانت أوسع من مساحة الأمان في ظل أمريكا.

وليت لنا في بلاد العروبة أمان يشرق من سمانا، نُعطيه ولا نستعيره، عندما تكون لنا قوة عسكرية واقتصادية معتبرة عن اليمين والشمال.

لقد رأت صنعاء ودمشق وبيروت وبغداد اليوم الأسود في زمن البيت الأبيض.

سيكتشف العالم أن أوكرانيا كانت ساحة صراع بين القطبين الكبيرين.

فلقد رأى بوتين أن سلوك " كييف" إنما هو بإيعاز من واشنطن التي تهيمن على الغرب.

ومن حق الرجل أن يخشى على أمن بلاده من صواريخ الناتو، فمضى لتحييد الخطر كما زعم ومن وراءه دولة عظمى تقف خلف ظهره.

لقد تعددت أشكال العقوبات على روسيا لكن الدب الروسي أعطى المعاقِبين ظهر المجن، ومضى يخط طريقه نحو كييف ولا يبالي.

هنا في ذاكرة "الجنوب" كلمات ثورية قيلت في الزمن التحرري من قبل "يا شباب العالم ثوروا يا عمال يا فلاحين".

بزغ نجم اليمن الديمقراطية، وصنع الحزب الشمولي الحاكم المناضل الطلائعي والمناضل الأشيدي أو ما يسمى بالشبيبة ثم المناضل الاشتراكي.

وكان إعلام باب اليمن يصف حاكم الجنوب بالمنظّر، بينما كانت حلقات التثقيف الحزبي تقدّم للمواطن غذاء وكساء ودواء وماء ومواصلات وكهرباء واتصالات وتعليمًا حتى داهمتنا جمهورية اللصوص على حين غرّة وصنعت لنا كل هذه المآسي.

ما كان الجنوب أن يهب جيشه لليمن كله لولا أنه رأى فيه الأسد الهصور عندما أنشد المجندون في ميادين التدريب كل صباح "جيشك وفي يا يمن فافخري به".

سل رمال حريب وسهول تهامة عن العمالقة سينبئك النشيد بأنه كان "الوعد الصادق".

اليوم فحسب بقي للجنوب أن يلتفت إلى نفسه ويبني وطنه، فقد دمرته سنين الرأسمالية بعصا السوق الحرة الخارجة من باب اليمن.

عاشت الاشتراكية وإنْ مضت، فلربما في عهد بوتين أتت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى