​أزهارنا البواسم

> تشرقون مع الصباح، وأنتم ضوؤه، تركضون إلى المدارس وحقيبة الأقلام والدفاتر المدلّاة على أكتافكم تهتز فوق ظهوركم جذلى كأحلام الصبا.
ذات مرة يا أطفال المدينة دعيتم الشاعر الذي وصل صنعاء أن ينزل إلى عدن، قلتم له:
انزل انزل من صنعاء
نحن هنا في عدن الثورة
كان فيكم الطفل "ثائر" من الجنوب العربي يهتف لنزار ورفاقه:
انزل انزل عدن الثورة
أردتم يا نهر البراعم أن تحدثوا الشاعر عن قصة "الثورة الشعبية" التي فجّرها آباؤكم الأبطال.
- من سلّمكم لكابوس "الحوت" يا أزهارنا البواسم وكنتم تملؤون حدائق المدينة وحاراتها ضحكًا وفرحًا ولهوًا بريئًا؟
كيف وصل إليكم قبح الحرب يا فراشات النهار؟
ألستم من قال اتحدي يا نار الثورة، كوني إنذار البركان
فوق رمال الظلم الأزلي فاشتعلي يا نار الثورة؟
كم تغنّى بصباحكم سليمان العيسى شاعر الطفولة والطيور الذي هرب من كل التوابيت إلى الأجنحة الحلوة في عدن، فكنتم له كل الفراشات الملونة والبراعم الطرية وكنتم أزهاره.
ألم يقل لكم ذات صباح:
سوف ألقاكم أغنّي معكم
في شاطئ السحر عدن؟
من سلّم رقابكم للحوت الأخضر يلتهم فيكم هذا الإشراق والبهاء وأنتم تعزفون سيمفونية الحياة في صباحات عدن الجميلة؟
أيها الآباء والأمهات صاح الديك ودق ناقوس الخطر، أطفالكم في خطر.
أيُّها المعلمون والمربون، يا سلطات المدينة وأصحاب القرار "شمة الحوت" تغتال الطفولة في عدن.. سارعوا قبل فوات الأوان.
القرطاس الأخضر يقتحم مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
يا من تشتاقون لصوت الطفولة وهو ينادي "يا أباه يا أماه أنقذوا فلذات الأكباد من الخطر الداهم، فقد فتح الحوت الأخضر فاهًا ليبتلع أغلى ما تملكون.
ماذا لو علم شاعر انطاكية سليمان العيسى عن هذا الضياع وقد غنّى لأطفال عدن زمان:
أينما كنتُ
محياهم رفيقي
هم صغاري
وفراشات نهاري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى