مأرب علامة فاصلة في حرب اليمن.. والسعودية تضغظ لحسم الموقف

> "الأيام" الحرة

> ​لم تعرف اليمن الاستقرار منذ سنوات، حيث شهدت البلاد مجاعة كبيرة وحروبا ومعارك مستمرة منذ هجمات تنظيم القاعدة في التسعينات وحتى الحرب الأهلية التي تستعر بين الحكومة الشرعية، بقيادة عبد ربه محمود هادي، وجماعة الحوثيين.

ويمتلك الطرفان ارتباطات إقليمية، ففي حين يدعم تحالف تقوده السعودية الحكومة اليمنية، تتلقى جماعة الحوثيين دعمها من إيران.

ويشتد القتال حاليا حول مأرب، إحدى آخر الملاذات الرئيسية للقوات الحكومية في شمال البلاد، حيث تقول صحيفة  وول ستريت جورنال إن السعودية وحلفاؤها، يكافحون لدعم الحكومة للحفاظ على أراضيها.

ونفذ التحالف الذي تقوده السعودية ما يقرب من 700 غارة جوية في فبراير، وفقا لمشروع بيانات اليمن، وهو منظمة غير ربحية تتعقب الحرب في اليمن.

وتقول الصحيفة إن هذا من شأنه أن يجعل هذه الفترة الأكثر كثافة من القصف منذ عام 2018.

وفي الأشهر الأربعة الماضية، قتل أو جرح أكثر من 1,500 مدني يمني، ارتفاعا من 823 في الأشهر الأربعة السابقة، وفقا لمشروع رصد الأثر المدني، الذي يجمع معلومات عن الحرب للأمم المتحدة.

وقالت المنظمة إن الغارات الجوية للتحالف السعودي كانت مسؤولة عن الغالبية العظمى من الإصابات.

ويقول مسؤولون سعوديون إن الهدف الرئيسي للغارات الجوية هو دفع الحوثيين إلى الوراء وإيذائهم بما فيه الكفاية لدرجة أنهم يشعرون بأنهم مضطرون للتفاوض على إنهاء الحرب.

وتتوقف محادثات السلام منذ أشهر في الوقت الذي يحاول فيه الحوثيون السيطرة على مأرب.

وحثت الولايات المتحدة والأمم المتحدة السعودية على تخفيف حدة الضربات الجوية. لكن مسؤولين في الرياض واليمن يقولون إنهم يعتزمون ضرب الحوثيين بشكل أقوى.

ورد الحوثيون على التحركات السعودية والإماراتية بشن ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار تستهدف دول الخليج.

كما أطلقوا المزيد من الصواريخ على مأرب.

ويأتي العنف المتصاعد بعد سبع سنوات من إطلاق السعودية ومجموعة صغيرة من الدول الحليفة حملة قصف قالت الرياض إنها لن تستغرق سوى بضعة أسابيع للقضاء على المقاتلين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في صراع نشأ بعد الربيع العربي.

وبدلا من ذلك، استمرت الحرب وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 377 ألف شخص لقوا حتفهم نتيجة للحرب، 70٪ منهم من الأطفال.

كما أعطت الحرب في اليمن إيران فرصة لتحويل المقاتلين الحوثيين المتفوقين في التسليح إلى واحد من أكثر حلفاء طهران المتشددين مهارة.

ويمكن للحوثيين الآن أن يطلقوا طائرات بدون طيار متطورة وصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب عاصمتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على بعد أكثر من 800 ميل.

وفي حين يقول المقاتلون المدعومون من السعودية إنهم حققوا بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة، لا يزال الحوثيون يسيطرون على عاصمة البلاد والكثير من المرتفعات الشمالية، في حين تحتفظ الحكومة اليمنية المنقسمة وحلفاؤها بسيطرة هشة في الجنوب والشرق.

وإذا استولى الحوثيون على مأرب، فإن ذلك سيمنحهم سيطرة فعالة على شمال اليمن بأكمله، إلى جانب أموال النفط التي يمكنهم استخدامها لمواصلة تمويل قتالهم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي وصفته بالكبير قوله "إذا سيطروا على مأرب، فسنخسر الحرب ونفقد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال مسؤولون في مأرب، التي كانت ذات يوم موقعا استيطانيا مزدهرا غنيا بالنفط، إن أكثر من مليوني شخص لجأوا إلى المدينة، أي ما يقرب من 60٪ من المهجرين البالغ عددهم 3.5 مليون.

واتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والمستشارين والدعم الذي استخدموه لبناء وإطلاق مجموعة موسعة من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستهدف الرياض وأبو ظبي والسفن قبالة الساحل اليمني.

وإيران هي واحدة من الدول القليلة التي لديها علاقات دبلوماسية مع الحوثيين لكنها تنفي أنها تزودهم بالأسلحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى