خبز بلدي

> نحن بلد فَلِمَ لا يكون قرارنا بلدي في السياسة والاقتصاد؟

ذهبنا الى الغُرباء نبحث عن مكيال القمح فنقصوا علينا في مكيال السياسة، وأبى "الكيّال" إلّا أن يقدّر الأوزان بحسب رغبته، فما جعل لنا وزنا بعد أن أمسك بالقرار وقبض على سلطتنا السياسية.

دخلت علينا السنة الثامنة من الحرب ونحن بين كيلٍ مشوب وكيلٍ منقّى في غربال هيئة الأمم حتى عدّوا علينا أنفاسنا واقتحموا خواطرنا وفتّشوا عن عواطفنا كأننا في مشرحة.

وردع بوتين الغرب وحيّد الصواريخ وتلعثم الكونجرس، وصبّت واشنطن العقوبات على موسكو صبّا، لكن لافروف قال: "لن نقبل أن تكون أمريكا شرطي العالم بعد اليوم".

نحن العرب لم نصنع أسلحة الدمار الشامل ولا القنبلة النووية، هم صنعوا فليجرّبوا ما صنعوا، لكن مصيبتنا أن الخبز الذي نأكله من سنابل حقولهم.

في حرب اليمن أمعن الغرب الحديث عن الحالة الإنسانية ،وجاءوا لنا من طريق الخبز وصنّفوا بلدنا أنه على حافة المجاعة ، وتسوّلت المنظمة الأممية المانحين من أجل بطوننا الخاوية كما يزعمون، فجمعت 18 مليار دولار لتمويل خطط الإستجابة الإنسانية في اليمن ، فما استجابوا لصراخ الجياع ولا يحزنون!

بل فازت بها جهات أخرى، تضرم النار وتزيد في الشر وتوقد الشرر بينما المستضعفين يتضورون جوعا.

أذهلونا بالحديث عن الإنسانية ، فما رأيناها في حرب الشرق والغرب وسط أوكرانيا..

أين المقطوعة الجميلة التي صاغها الشاعر العالمي السعدي الشيرازي قديما وجعلها في لوحة علّقها على بوابة هيئة الأمم بنيويورك بعد أن تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، كلمات تدعو إلى الإخاء والألفة والإتحاد تقول أبياتها:

قال لي المحبوب لمّا زرتهُ

من ببابي قلتُ بالباب أنا

قال لي أخطأت تعريف الهوى

حينما فرّقت فيهِ بيننا

ومضى عامٌ فلما جئتهُ

أطرقُ البابَ عليهِ موهِنا

قال لي من أنت؟ قلتُ انظر فما

ثَمّ إلاّ أنت بالباب هنا

قال لي أحسنتَ تعريف الهوى

وعرفتَ الحُبَّ فادخل يا أنا

_ ياقومنا ازرعوا أرضكم ،وسترون أن خبزكم البلدي مصدر عزّكم فتُمسِكوا بقراركم السياسي، فإنما السياسة " إقتصاد مكثّف".

يا أبين الدلتا ولحج الوادي ابذروا حبوب القمح ،فلن يهب لنا مؤتمر الرياض القادم حنطة ولا شعير ،ليكن صوتكم المسموع " نحن زرّاع هذا التراب ،نعرف كيف نحرسه ونرعرعه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى