ستبقى كلماتك محفورة في الوجدان

> صحوت فجر اليوم لأداء فريضة الفجر، ككل يوم، بعدها هممت لأرسل تحية الصباح، عبر الهاتف المحمول، ككل يوم؛ فكان الخبر الصادم أول ما قرأت من أحد الزملاء، ولكنني لم أصدق؛ فكثيرًا ما قرأنا مثل هذه الأخبار الكاذبة.

لكن أن يصدر خبر وفاة الكاتب المنافح، لسان عدن وأهلها، الأستاذ نجيب اليابلي، عن (الأيام)؛ فهي الحقيقة إذن وكانت هنا الصدمة، لحظتها شعرت بغصة في حلقي وبحزن عميق، على الرجل، الإنسان، العاشق لعدن، المدينة التي سكنته حتى آخر رمق في حياته. كان اليابلي لسان عدن وأهلها، سخّر قلمه للتعبير عن معاناة مدينته المكلومة ولم يحِد عن قول كلمة الحق، عبر (الأيام) مدرسة الصحافة العدنية والمنبر الإعلامي الذي لم يداهن ولم يدارِ، منذ أسسها عميدها وصاحبها، ابن عدن البار، محمد علي باشراحيل، مرورًا بابنه الشهيد هشام باشراحيل الذي دفع حياته ثمنًا لكلمة الحق أمام سلطانٍ جائر وامتدادًا لها إلى اليوم، حيث يحمل أمانة الكلمة الصادقة أخوه تمّام باشراحيل وابنه باشراحيل هشام.. وبإذن الله ستستمر (الأيام) ولن ينفد مداد كلماتها الصادقة، على مدى الدهر.

أيها الصديق نجيب العدني الأصيل، سنفتقدك إنسانًا طيبًا، محبًا للآخرين، عاشقًا لعدن التي سكنتك وأنت حي ترزق، لتضمك اليوم تحت ثراها، لتسكنها أبدًا، سنفتقدك قلمًا صادقًا، مقارعًا، صامدًا، على الرغم من تعرضه لمحاولات الكسر، سنفتقدك لسانًا لا ينطق إلا في حب عدن وأهلها الطيبين الصابرين والمرابطين.

نم قرير العين أيها الصادق الأمين؛ فكل ما خطته يدك محفورا في وجداننا وسيظل نبراسًا لنا وللأجيال اللاحقة.

لو تعلم يا أستاذي نجيب مدى الحزن الذي يلفني اليوم، بعد أن علمت برحيلك وأنا بعيدة عن حضن أمي، عدن التي غادرتها، مجبرة، بسبب ظروف صحية ألمت بي.

رحمة الله تغشاك وأسكنك المولى جنات النعيم وألهم أفراد أسرتك ومحبيك الصبر والسلوان.. ولا نقول غير "إنا لله وإنا إليه راجعون".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى