صفحات رمضانية

>
الصفحة الرابعة

البشرى بقدوم رمضان

كم هي فرحة المسلم حين يتفضل الله تعالى عليه، ويمن عليه بإدراك شهر الصيام والقيام، لأنه كان ينتظر قدومه بلهف وشوق، إنه يعرف ما أعد الله فيه من الخيرات والبركات، وزيادة الأجور ورفعة الدرجات، ويدرك كرم خالقه جل وعلا وهو يكتب لكثير من عباده العتق من النيران، في شهر رمضان.

إن المسلم صدق رسوله الكريم، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، حين كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، ويكشف لم عما أعد الله فيه من الثواب لعباده المخبتين الطائعين، "لو يعلم العباد ما في رمضان، لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها". رواه ابن خزيمة.

وورد عنه عليه الصلاة والسلام، حديث عدَّه بعض العلماء أصلا في تهنئة الناس بعضهم بعضا ببلوغ شهر رمضان، حين قال صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فريضة فيه، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه". رواه ابن خزيمة وصححه.

إنهم يؤمنون بترحيبه عليه الصلاة والسلام، بشهر الخير والإنعام، حين قال: "أتاكم رمضان، سيد الشهور، فمرحبا به وأهلا، جاء شهر الصيام بالبركات، فأكرم به من زائر هو آت". رواه النسائي.

وهم أيضا يقرؤون سيرة أسلافهم الصالحين، حين نُقل عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، تم يدعونه ستة أشهر أن يتقبَّله منهم، وكان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا.

إن بلوغ شهر رمضان، نعمة عظيمة، وفضل من الله الكريم، يمن به على من يشاء من عباده، لتزداد حسناتهم، وتمحى سيئاتهم، وترفع درجاتهم، وتقوى صلتهم. بمولاهم، ليكتب لهم الأجر العظيم، والثواب الجزيل، وينالوا رضاه، وتمتلئَ قلوبهم بخشيته وتقواه، ومما يدل على ذلك ويؤكده، ما ورد في حديت الثلاثة، الذين استشهد منهم اثنان، ثم مات الثالث بعدهما على فراشه، فَرُئِيَ في النوم سابقا لهما، فسئل عليه الصلاة والسلام عن ذلك، فقال: "أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض" رواه أحمد.

الله أكبر، كم هي غالية أوقات رمضان، كم هي نفيسة ساعات شهر الصيام، أرأيتم قيمتها ومنزلتها عند الملك العلام، ترى كم أهدرنا من أيام رمضان وساعاته، كم أضعنا في هذا الشهر العظيم من اللحظات، التي لو اغتنمناها لفزنا بنعيم الجنان، تكرما وتفضلا من رب الأرض والسماوات، فبادر أيها المسلم إلى ملئ أوقات شهرك بالعبادة والطاعات.

إذا رمضان أتى مقبلا ... فأقبل فبالخير يُستقبل

لعلك تخطئه قابلا ... وتأتي بعذر فلا يُقبل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى