​صفحات رمضانية

>
فوائد الإفطار في رمضان

من السنن التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم في رمضان، إفطاره على الرطب أو التمر، فإن ذلك كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه أسلم يفطر قبل أن يُصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء". رواه أبو داود.

وقال عليه الصلاة والسلام: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور". رواه الترمذي.

لقد ارتبط شهر رمضان بالرطب والتمر على مر العصور، فنجد أن الناس يستعدُّون مبكرين عند موسم جذاذ النخيل، فيحتاطون بكميَّات من التمور يحتفظون بها لشهر الصيام، وقلما تجد أحدا من الناس لا يتوفر عنده التمر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: "بيت لا تمر فيه أهله جياع" رواه مسلم.

يوضح الأطباء بعضا من أسرار الهدي النبوي في الحث على الإفطار على الرطب أو التمر، إذ يذكرون أن الأمعاء تمتص المواد السكرية الذاتية، في أقل من خمس دقائق، فيرتوي الجسم، وتزول أعراض نقص السكر والماء فيه، لأن سكر الدم ينخفض أثناء الصوم، فيؤدِّي إلى الشعور بالجوع وإلى بعض التوترات، أحيانا، وهذا سرعان ما يزول بتناول المواد السكرية، ويحتوي التمر على نسبة تصل إلى سبعين في المائة من المواد السكرية، ومعظمها من نوع السكر سهل،

الهضم والاحتراق، الذي تتولد عنه طاقة. عالية، دون أن يتكلف الجسم عناء شديدا في تحويلها أو هضمها، كما يحتوي التمر على معادن أخرى هامَّة لها قيمتها الغذائية التي لا يستغني عنها جسم الإنسان.

كما يذكر الأطباء أن الرطب والتمور تحتوي على نسبة من الدهون النباتية، تكفي لمعظم مطالب الجسم، وفي الوقت نفسه تسهم في خفض الوزن، إذ تعين الصائم على سحب الدهون المتراكمة من تحت الجلد وإحراقها لتوليد الطاقة.

وللرطب والتمر فوائد أخرى عديدة، ولا ننسى قصة ولادة مريم لعيسى عليهما السلام: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)) [سورة مريم، الآيتان (25- 26)]

ولا يزال التمر أهم غذاء الإنسان، وقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يكثر من أكله، بل إنه كان غالب طعامه، حين سئلت عائشة عن ذلك، فأخبرت أن أكثر ما في بيته الأسودان، التمر والماء.

فللرطب والتمور فوائد عديدة، ومنافع كثيرة، لا تجتمع في الأطعمة الأخرى، لذلك فإنه يوفر للصائم ما يحتاجه جسمه من حيوية ونشاط وقت إفطاره، فينبغي لكل صائم أن يحرص على ابتداء إفطاره على الرطب، فإن لم يجد فعلى التمر، ليطبق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتبع هديه الشامل لكل شيء، ومن ذلك ترغيبه بالإفطار على الرطب أو التمر: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) [سورة الأحزاب، آية (21).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى