كلمات في رمضان

> الرفق بالزوجة

قال الله تعالى: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)) [النساء:19] وقال سبحانه وتعالى: ((وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)) [النساء:129]. أي يتعذّر عليكم التسوية بين النساء في كل الأحوال وقد يقع منكم التفاوت أو التمييز في المحبة والعاطفة فلا تبالغوا في الميل إلى المرأة فتصير المرأة الأخرى كالمعلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة .

ولا يبادر الرجل إلى تتبع هفوات المرأة وأخطائها الصغيرة، فما منا أحد معصوم عن الخطأ، فعليه الصبر عليها والتسامح معها والعفو عنها فإن ساءه خلق منها أو طبع، سرّه من خلق آخر أو طبع آخر، حتى تستمر العشرة الزوجية ويدوم الحال.

وما أجمل هذه النسبية في الآداب والأخلاق حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام ، فيما رواه مسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر».

أي: لا يبغض رجل امرأة في عموم الأحوال فإنه إن ساءه منها خلق أو طبع، سرّه منها خلق أو طبع آخر، وهذا هو مفاد نظرية النسبية والوسطية المتوازنة بين الأشياء كلها.

ومثّل هذا  في خاتمة وصايا النبي عليه الصلاة والسلام الأساسية  في حجة الوداع ، عن عمر بن الأحوص قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هنَّ عوانٍ (أسيرات) عندكم ليس تملكون منهن بإذن الله شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجرهن في المضاجع واضروبهن ضربًا غير مبرِّح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً».

فقد شبه الرسول الله عليه الصلاة والسلام المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير ليعطف عليها الرجل فلا يقسو عليها والضرب الجائز: هو الضرب الخفيف غير المؤذي لقوله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ))

ثم تابع الحديث السابق بيان الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوج والزوجة فقال :« ألا إن لكم على نسائكم حقًا فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من لا تكرهون ... وحقهن عليكم : أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» .

أي أن من حقوق الزوج على زوجته : عفة الفراش فهو أساس الطهر ، واستقرار الحياة الزوجية إلى غير ذلك من الحقوق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى