​مجلس القيادة الرئاسي الموقت التحديات والمهام

>
كانت الطموحات لإعادة فرمتة الشرعية بأن يكون هناك نائبان واحد يتحمل مسؤولية الجنوب والآخر يتحمل مسؤولية الشمال وإعفاء النائب الذي لم يستطع أن يقدم شيئًا غير الهزائم والفشل، لكن أصبح العالم أمام مجلس قيادة رئاسي مؤقت جديد يتحمل مهام الرئيس والنائب معا ويتكون من عدد من الأشخاص المتعارضة أهدافهم الذين لدى بعضهم ثقل على الأرض، وهذا ليس الأهم لكن أن يستطيعوا جمع أهدافهم ضد الانقلابيين في صنعاء واستعادة الدولة الضائعة هذا هو الامتحان الصعب.

خلفيات الصراع في اليمن ليست يمنية خالصة ولكن في ظاهرها إقليمي وفي عمقها دولي ويرتبط ارتباطا وثيقا بالصراع الدولي الجاري لإعادة تصحيح إدارة العالم الذي امتد على رقعة واسعة منه وما يدور من عمليات قتالية في أوكرانيا إلا أحد تجلياته.

مشكلتنا في اليمن تشابك القوى المتصارعة في اليمن وارتباطها بالإقليم وسوء الإدارة وتباعد الرؤى بين الأطراف المتصارعة وتأتي بعض الأطراف الإقليمية لتصب الزيت على النار في تأجيج الأزمة اليمنية فكل طرف يشد من عنده أو بمعنى أدق كل طرف يبحث عن مصالحة ليجد له موطئ قدم في الأزمة اليمنية، فلهذا أطال زمن الحرب وفِي الوقت نفسه تعددت اللقاءات والمداولات في الزوايا الخلفية بين مختلف الأطراف إلى أن تستكمل الشروط التي يرون فيها الحل المناسب، فتجد كل طرف عندما لا يجد مصالحه يعرقل ويمنع الطرف الآخر من الفوز لوحده، وهكذا كانت اليمن ميدان صراع علني وخفي في بازار السياسة الإقليمية والدولية.

نعرف مدى التراكمات التي أثقلت كاهل الأزمة اليمنية ونعرف مدى انخراط بعض أعضاء المجلس فيها من سابق ولكن هناك بصيص أمل أن ترك كل واحد منهم وراءه أثقاله المعلقة على ظهره ة وذهب في اتجاه توحيد الجهود نحو استعادة الدولة الضائعة في صنعاء وهذه فرصة تاريخية لا تعوض.

أول شرط لنجاح المجلس عدم السير بنفس الطريق التي سارت عليه الشرعية التي كانت أحد الأسباب الرئيسيّة في عدم الحسم العسكري ولا داعي لاستعراض ما قامت به الشرعية من نهج سياسي وعسكري وأمني وإداري فاشل أدى إلى ما وصلنا إليه من فشل ذريع في كل الميادين.

لم تكن مشكلة الشرعية مع الحوثي وإنما كانت مع الجنوب ولهذا انحرفت بوصلتها وأدت إلى الفشل.
أعلنت عبر احد وزرائها بانها لن تقم بواجبها الأخلاقي والدستوري في تقديم الخدمات للجنوب المحرر ولن تقوم بصرف المرتبات وستعمل على تجميد الحياة فيه حتى لا يقوى شوكة الانفصال حسب وصفه.

تخادمت مع الحوثي وانسحبت من الجبهات دون قتال بل وتركت ترسانتها العسكرية فيها وقدمت دعم عسكري غير مباش وبطريقة فنيه عالية الدقة والتخطيط بأن تزوده بأحدث الأسلحة التي تسلمتها من التحالف.
استشراء الفساد بين صفوفها واصبح ذلك الفساد حالة عادية وطبيعية في نشاطها مما افسد رويتها السياسية واصبحت عاجزه عن القيام باي عمل مفيد وناجح.
لهذا اذا استمر المجلس بنفس السياسة التي كانت تمارسها الشرعية تجاه الجنوب فستفشل حتما وسيكون قد قدم اعظم هديه للحوثي.

الآن جهزوا قواتكم المتواجدة في الجنوب ووزعوهم على الجبهات لان السلام بدون احداث تغيير في ميزان القوى على الارض لا معنى له بل سيعتبر استسلام وفِي نفس الوقت هناك مئات الآلاف من النازحين أفرزوا الذين هم في سن القتال وجندوهم وافتحوا لهم معسكرات في مارب والمخا حتى يكونوا قوات احتياط لزجهم في المعركة ولا تراهنوا على أبناء الجنوب بانهم سيحاربون بالنيابة عنكم وقواتكم ونازحينكم في الجنوب وهذا لا يقبله اَي عاقل في العالم.

إن لم تظهروا قوتكم وتحشدها في الجبهات لكي تحرروا مناطقكم فلن يتزحزح الحوثي قيد أنملة من مواقفه السياسية وسيظل متمسك بها طالما لم ير أي جدية في القتال من قبل أصحاب الأرض.
اتركوا الحديث عن الوحدة والمرجعيات الآن حتى لا تستفزوا أبناء الجنوب ولكن استغلوا موافقة الجنوبيين التنسيق معكم لكي توجهوا كل قواتكم نحو الهدف الحقيقي وهو استعادة صنعاء.

إذا وكنتم على المفاوضات فأنتم أضعتم فرصة ثمينة من بين ايديكم وهي موافقة الجنوب أن يكون داعما لكم بالحرب واعرفوا أن دخلتم أي مفاوضات دون أن تظهروا قواتكم وحشدكم على الجبهات وتهديدكم للحوثي بأنكم جاهزون لتحرير المناطق واحدة بعد أخرى، فلن تجدوا من الحوثي أي أذن صاغية، أما إذا ذهبتم إلى المفاوضات دون ذاك فابشروا بعشر سنين مفاوضات ولن تجدوا بعدها مناطقكم إلا وقد تحوثنت بسبب أنهم سيستخدمون نهج إيران المطاط في المفاوضات الذي يمكن معرفة بدايته لكن لا أحد يعرف نهايته.

من الآخر إذا لم تركزوا على استعادة عاصمتكم صنعاء لن يكون الجنوب وطنا بديلا لكي تحكموه لأن لدى الجنوب شعبا معروفا للجميع في كل أنحاء العالم لكن ممكن أن يستقبلكم كلاجئين وسيوفر لكم كامل الرعاية والاهتمام كواجب إنساني.
 لا تكرروا نهج الشرعية فقد فشلت فشلت ذريعا وتعاملوا مع الواقع الذي امامكم حتى تستطيعوا كسب الجنوب الى جانبكم وتذكروا ان الجنوب قد حسم أمره وقدم لذلك عشرات الآلاف من الشهداء وإضعاف أضعافهم من الجرحى لكي يستعيد حريته وكرامته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى