تركيا تهدّد بتوسيع عملياتها العسكرية ضد أكراد سوريا

> «الأيام» العرب:

> يشكك محللون في قدرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تنفيذ تعهداته بتوسيع عمليات بلاده العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) دون ضوء أخضر أميركي – روسي.

ويقول هؤلاء إن مصالح كلّ من موسكو وواشنطن في سوريا عرقلت في وقت سابق هجوما تركيا استعد له أردوغان، مشيرين إلى أنّ لا شيء تغيّر منذ ذلك الوقت يجعل كلاّ من روسيا والولايات المتحدة تبّدل موقفها.

وتعهد أردوغان الأربعاء بـ”سحق رؤوس” القوات الكردية في سوريا وتوسيع العمليات ضدها، “كما هو الحال ضد حزب العمال الكردستاني شمال العراق”.

وقال أردوغان خلال اجتماع نواب حزبه في البرلمان، إن القوات التركية ستوسع عملياتها العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا، بالتوازي مع العملية العسكرية ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وفي سوريا ينتشر الجيش التركي منذ 2016 في شمال غرب البلاد حول عفرين ومنطقة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة مقاتلة.

وشنّت أنقرة والفصائل السورية الموالية لها ثلاث عمليات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة (2016 و2017 و2018 وأكتوبر 2019) على طول حدودها مع سوريا، حيث يعيش عدد كبير من الأكراد، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، لكنها مدعومة من الولايات المتحدة.

ويحتاج تحرك عسكري تركي للسيطرة على مدن وبلدات استراتيجية في سوريا، إلى تفاهمات سياسية ممهدة مع الأطراف الدولية الفاعلة، وهو ما ليس متحققا الآن. ورغم التهديدات التركية المتواصلة بتنفيذ هجمات شمالي سوريا، يستبعد محللون إقدام أنقرة على مثل هذه المغامرة التي تعوقها عوامل داخلية وخارجية.

وتخضع المعادلة العسكرية في سوريا لحسابات الدول التي لها جيوش على الأرض وتتقاسم النفوذ فيها، إضافة إلى أن العلاقة التركية – الأميركية في أسوأ حالاتها.

وتنشط مقاتلات روسية ومقاتلون مدعومون من إيران ومسلحون مدعومون من تركيا ومتشددون إسلاميون وقوات أميركية وقوات حكومية سورية عبر مناطق في شمال سوريا.

ويرجح مراقبون معارضة روسيا لأي توغل تركي بري في المزيد من المناطق الواقعة على الطرق الدولية والتجارية مثل عين عيسى وتل رفعت، مع احتمالية الموافقة على السيطرة على بقعة جغرافية جديدة، بالقرب من الحدود التركية، وغير متحكمة بالطرق التجارية، مقابل حصول موسكو على مكاسب سياسية واقتصادية.

واستبعد هؤلاء إمكانية حدوث تغيرات ميدانية كبيرة على المشهد السوري، مرجحين أن تلجأ أنقرة إلى بدائل مرضية لها، مثل العمليات الاستخباراتية ضد قيادات قسد وحزب العمال الكردستاني بانتظار تغير الظروف السياسية.

ويقول المحلل السياسي التركي كريم هاس “لا يمكن أن يصبح الجزء الشمالي الغربي من سوريا، الذي يخضع عمليا لسيطرة القوات الروسية، موقعا لعملية جديدة من قبل تركيا، فمن الصعب تخيل أن يجرؤ أردوغان على ذلك”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى