دوحة القران
سورة الشرح
7-8-قولُه تعالى: ((فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ *وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ))؛ أي: لمَّا تقرَّرَ ما وهبَ اللَّهُ لك، فإنَّ عليكَ إذا فرغتَ من عملٍ أن تَنْصَبَ في عملٍ آخرَ من أعمالِ الخير، وهذا المعنى كالمعنى في قوله تعالى: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يأتيك الْيَقِينُ)) [الحجر: 99]. وأن تكونَ أيُّ رغبةٍ لك ـ وهي طلبُ حصولِ ما هو محبوبٌ ـ مطلوبةً من الله لا من غيرِه، والله أعلم.
1 - قولُه تعالى: ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)): يقولُ الله مُمْتَنًّا على نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم: لقد وسَّعْتُ لكَ صدرَكَ، فجعلتُه منبسِطاً راضياً، وجعلتُه محلًّا لوحيي، ومتحمِّلاً لأعباء حَمْلِهِ وتبليغِه للناس، ومتحمِّلاً أخلاقَهم، وغير ذلك مما يدلُّ على سَعَةِ الصَّدْرِ وعَدمِ ضِيقِه.
2 - 4 - قولُه تعالى: ((وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ *الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)): ويمتنُّ عليه بأنه قد حطَّ عنه الإثمَ (2) الذي أتعَبَهُ وصارَ ثقيلاً عليه كأنه يحمِلُه على ظهرِه. وأنه قد جعلَ له الثناءَ الحسنَ، فصارَ لا يُذكرُ إلاَّ بخيرٍ، ومِنْ أعظمِ ذلك أنه قُرِنَ ذِكْرُه بِذِكْرِ الله؛ كما في الشهادتين.
5-6- قولُه تعالى: ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))؛ أي: فإذا علمتَ هذا، فاعلم أنَّه يعقبُ الشِّدَّةَ فرجٌ ومخرجٌ، ثمَّ أكَّد هذا بتَكرارِ الجملة؛ للدلالةِ على أنَّ اليُسْرَ يَلْحَقُ العُسْرَ ويَغْلِبُه.