​معاصر السمسم في شبام القديمة

> كتب/ علوي بن سميط

>
​اشتهرت مدينة شبام بالصناعات والمهن المتعددة بكونها مدينة تجارية منذ القدم وسوق الجميع (كما ذكر الهمداني ذلك)، ففيها صناعة النسيج والصباغة والأخشاب وكل ذلك من مواد محلية يتم استخراجها وإعادة إنتاجها.. ولعل أهم هذه الصناعات (المعاصر) الخاصة بالزيوت الطبيعية المستخرجة من السمسم - الجلجل المزروع محليا الذي كان منتشرا بكثرة واستخداماتها كثيرة سواء للطباخة أو لدهن الجسم أو للشعر وهو الذي كان مستخدم ومطلوبا عند الكل وقبل ظهور الزيوت الحالية.. وفي شبام كان الطلب على منتوجات (المعصرة) وحتى ستينيات القرن الماضي هو
الطاغي على كل الأنواع وقبل ظهور السمن المصنع أو الزيوت الأخرى المعبأة.

صورة للمعصرة قديمة من الداخل
صورة للمعصرة قديمة من الداخل
من الخارج.. ويعبأ الزيت أو سليط المعصرة في أواني خاصة مصنوعة من الجلد في الصمار أو البطة ويباع بالتجزئة وكان ترى هذه الأوعية معلقة على جدران المتاجر بالمدينة فيما القادمون إلى شبام من أصحاب القوافل من قبله والصحراء يشترونه بكميات كثيرة أو للإتجار به في مناطقهم، كما يستخدم بقايا العصر إلى غذاء للأبل أو المواشي ولاستخدامات أخرى المعروف ب (التخ) أشهر المعاصر هي معصرة _ بن زيلع_ التي كانت بالسابق قريبة جدًا من سوق شبام الداخلي وتقع في الطلعة الشرقية للسوق خلف بيوت ال باشن وال وبر ويستخدم البعير فيها لعصر السمسم ويسوق مباشرة. في السوق القريب وبالجملة ليبيعه التجار بالتجزئة للمتسوقين وقبل ال بن زيلع هناك معصرة أخرى تتبع ال_ بحاح_ قريبة من سرحة الحصن وتحديدا قبليها في مكان أصبح فيما بعد مبنى الشرطة الشعبية أبان السلطنة وكمبنى قائم إلى اليوم تعددت استخداماته فيما بعد.

وهناك أيضًا معصرة ثالثة في محيط جامع شبام قديمة أقدم من المعاصر الأخرى.. ظلت معصرة آل بن زيلع هي الأفضل والأجدى من حيث الاستمرارية و جودة المنتوج (الصورة للمعصرة أبيض أسود عندما كانت داخل شبام والتقطت في ثلاثينيات القرن الماضي) المعصرة أقدم من الثلاثينيات ولكن الصورة التقطت من رحالة إنجليزي وهولندي في الثلاثينيات.. بعدها بسنوات طويلة انتقل آل بن زيلع بمعملهم (المعصرة) إلى تحت بوابة شبام تحت السور البحري وأنشئت (2) معاصر إلى أن أصبحت واحدة فقط ظلت تعمل بنفس الوسائل على عصر بواسطة البعير الذي يلف العمود أو المسبار الذي يضغط السمسم لساعات طويلة لاستخراج الزيت، بقي الحال على ذلك بالجمل حتى بداية الألفية الجارية إلى أن تحولت المعصرة إلى التشغيل بالكهرباء ومع ذلك ظل الزيت أو السليط الشبامي صناعة بن زيلع هو المطلوب لجودته.

ولم تتبق منذ القدم وحتى اليوم إلا معصرة ال بن زيلع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى