زينة العيد اليوم في شبام حضرموت

> ​شبام«الأيام»علوي بن سميط :

>
"من العايدين" تنطلق من أفواه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في اليوم الأول من شوال - عيد الفطر المبارك- وكالعادة تحتفي البلدان والمدن بهذا العيد وتعظمه ففي مدينة شبام حضرموت يبدو أول أيام عيد الفطر مميزا عن مدن حضرموت كافة لإضافة الأهالي عليه مذاقا ونكهة فرائحية مصاحبة لنورانية هذا اليوم ولعل التميز تلكم العادة التي ظلت باقية منذ قرون.


الزينة وتجمع الناس في موكب واحد في أكبر ساحات شبام في مظهر قلما نراه إلا في يومين من كل عام . أول أيام عيد الفطر وأول يوم من أيام عيد الأضحى .. الجموع تجتمع عقب صلاة العيد بمسجد جامع شبام فيما تنتظر فرقة ( الطيالة) تحت المسجد أما الفتية والكبار وكل الذين أدوا صلاة العيد في الجامع أو خارج أسوار المدينة التاريخية فإنهم يسيرون خلف الطيالة وهي تدق على أدواتها بايقاعات ظلت كما هي من سالف الزمان.

الموكب مهيب والألوان الزاهية لثياب العيد وزغاريد النسوة والروائح الزكية تعبق الشوارع وتلونها  تمرق الجموع لتحتضنهم سرحة الحصن وتبدو البيوت الطينية العالية التي تطل على هذه المواكب مبتسمة بهذا الجمع .. فرقة الطيالة كانت تزف الحاكم أو السلطان من حيث القصر الى جامع شبام والعودة به مرة أخرى إلى قصره وخلفه الجموع من الأهالي .. ظلت بالنكهة ذاتها والفرحة تغمر الجميع ولكن الطيالة منذ مايزيد على ربع قرن ونيف تقود الناس ولم يعد يتقدمهم الحاكم أو السلطان .. في الساحة تتوقف الطيالة وتشرع في دقات رقصة البرع اليافعية وتؤدي إلى اليوم بفقرات قصيرة ولكن من دون جنابي  ..وشكلت قبل 14 عام مجموعة من الشباب المتطوعين فرقة أخرى تمثل (عسكر زمان) محاكاة لماض ذهب وهو الجند الذي يتقدم الحاكم أو السلطان كل عيد عند ذهابه لأداء الصلاة في الجامع .. هذه الفرقة أعادت مظهرا آخر من زينة العيد ومشاهد زمان فارتدوا ماكان يرتديه الأسبقون وساروا من تحت الجامع وحتى ساحة القصر - الحصن- ووضعت البنادق القديمة على أكتافهم.


قبل أكثر من 85 عام مضت وصفت الباحثة والرحالة البريطانية فريا ستارك التي تصادف وجودها في شبام نهاية الثلاثينات أول أيام عيد الفطر وذكرت ( إن عسكر السلطان يطلقون النار من بنادقهم في ساحة الحصن عندما يلحظون خروج السلطان من القصر ويتوجهون معه الى جامع المدينة والعودة معه وكذا الطيالة والناس ) فرقة اليوم التي تحاكي الأمس لاتطلق النار إلا أنها تصور مشهدا لمن لم يروه.

بعد كل هذا ينفض الناس ويتوجهون فرادى وجماعات إلى بيوت المدينة التي لاتوصد أبوابها أمام المعايدين والمهنئين بعيد الفطر المبارك في مظهر آخر يسمى ( العواد)  وترحب البيوت بزائريها ويهدي الأطفال عيديتهم.

الكبار يعايدون ويتناولون في بيوت الأقارب والأصدقاء الشاي والقهوة والمرطبات ويتم تبادل كلمات التهاني.

من العايدين ..الله يعود العواد علينا وعليكم ..عيد مبارك

وتظل هذه الحالة إذ تعج شوارع المدينة بالحركة وتصعد الأرجل درجات سلالم الطين حتى مابعد الظهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى