وحي الذاكرة

> قبل العيد وبعده ثمّة ذاكرة جنوبية متوقدة، ثَمّ فرح.

لا شي غير سماء عدن تبسط كل هذا الأمان.

في لحظة فارقة انقشع الضباب الكثيف المتراكم الذي ليس فيه مطر وزيح من مكانه، وعَلَت غيمة بيضاء جديدة تطوف في الفضاء يتمنى الناس منها أن تسقي العِطاش في البقاع الظامئة.

لا أحد في هذا البلد سوف ينسى السبع العجاف وعجز السلطة في تحريك الأوضاع، حتى ترسّخ في عقول أهل البلد شيئًا اسمه الكابوس المرعب.

كان الجنوب في السبع النّحِسات يخط مسارًا من وحي الذاكرة، وما توقف" الحراك" وسخِرَ الكُبراء من الهضبة وأعوانهم من " العَلَم"، لكن العَلَم كان وراء هذا السطوع واللموع.

هي قطعة قماش بمثلث أزرق ونجمة حمراء سطّرت كل هذه الأعجوبة وتوارت خلف خفوقها المنظومة السياسية القديمة.

إنه نسيج الأحرار الذي وهب الجميع بهاء الانتصار وكل هذه الأريحية، واتّقد الجنوب من أعماقه.

ما قبل حوار السلطة الجديدة الممثلة بالمجلس الرئاسي مع الحوثيين فتحت عدن أفقًا واسعًا لحركة الرئاسة الجديدة لعمل حل للمشكلة اليمنية، حتى يعلم الساسة وزن المدينة في قلب الأحداث الكبيرة.

وليس مثل هذه اللحظة الراهنة فرصة لفك الآصار عن رقبة الشعب، وأن عدن لتفتح كل الدروب وليس من عذر بعد ذلك.

هذا التغيير الذي طرأ يشي بغدٍ مشرق للجنوب، ولأول مرة يسري في أعماق الذاكرة الجنوبية إحساس فريد بجمال اللحظة، وشعور بالوصل في غمرة الفضاء الحالم وألوان الطيف السياسي الجديد، الذي سيرسم أهل العزم من خلاله ملامح صورة جديدة تُفرح أرواح الجنوبيين الذين قدّموا للعالم درسًا في الثبات، وكانوا للإصرار عشّاقه وحواريه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى