تطابق 4 تفجيرات في عدن تستهدف القيادات العسكرية الجنوبية

> «الأيام» غرفة الأخبار

> تشكل عودة الاغتيالات التي تستهدف أساسًا القيادات العسكرية الجنوبية، تحديًا كبيرًا لمجلس القيادة الرئاسي، الذي تسلم إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن قبل نحو شهر.

وتقول أوساط سياسية يمنية إن ظهور التنظيمات الإرهابية في المشهد، وتوالي الهجمات وعودة مسلسل الاغتيالات في المناطق المحررة، يعكس وجود مخطط يستهدف إرباك المجلس والعمل على تقويض جهوده في استعادة الاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرته، ومحاولاته للدفع باتجاه مسار السلام.

وتشير الأوساط إلى أن هناك عدة مؤشرات تؤكد وجود تحالف بين الحوثيين والتنظيمات الراديكالية الأخرى مثل القاعدة، وأيضًا القوى الغاضبة لسحب البساط منها، وهذا التحالف يسعى اليوم إلى إثارة الفوضى الأمنية في مناطق السيطرة الحكومية، واستفزاز الجنوبيين.

ونجا رئيس العمليات المشتركة الرئيسة في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء صالح علي حسن اليافعي الأحد، من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة في أحد الشوارع الرئيسة في العاصمة اليمنية المؤقتة.

ويأتي الهجوم الذي يعتقد أن تنظيم القاعدة من يقف خلفه، بعد أيام على هجوم مباغت شنته عناصر من التنظيم المتطرف في محافظة الضالع شمال عدن، أسفر عن مقتل قائدين بارزين من قوات الحزام الأمني المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، وجرح عدد من الجنود.

ويعد علي حسن اليافعي أحد القيادات العسكرية الجنوبية البارزة، وقد تسلم رئاسة العمليات العسكرية المشتركة بالمنطقة العسكرية الرابعة منذ العام 2012.

ويرى مراقبون أن استهداف القيادات العسكرية الجنوبية، هو عمل ممنهج لضرب مجلس القيادة من الداخل، وإثارة الشكوك وبث الفرقة بين مكوناته التي تمثل كامل الجغرافيا اليمنية.

وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة في أول تعليق من المجلس على محاولة الاغتيال، "‏لن يرعبونا ولن يرهبونا، سائرون وبعزيمة نحو استعادة دولتنا، العالم يشهد ويعرف من أين يأتي الإرهاب وممولوه ومشاريعهم السياسية لضرب قضية الشعب"، متسائلا "لماذا الإرهاب موجه نحو الجنوب؟" حسب ما نشرته صحيفة العرب أمس الاثنين.

واعتبر المحلل السياسي ياسر اليافعي أن"استهداف الكوادر العسكرية الجنوبية عمل ممنهج ومدروس ومشترك بين الكثير من القوى المعادية للجنوب".

وقال اليافعي موجها حديثه لليمنيين :"استذكروا كل من تمت تصفيتهم بالسيارات المفخخة وعمليات الاغتيال خلال عشرين عاما الماضية، وستعرفون إنها عملية ممنهجة ومدروسة، ولا يمكن أن تتوقف إلا بتحصين كامل للجنوب".

وتزامن التصعيد الأمني مع فرار عدد من السجناء المحسوبين على القاعدة من أحد السجون في شمال محافظة حضرموت، التي تشرف عليها قوات شمالية تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني المعزول علي محسن الأحمر، فضلًا عن ورود تقارير عن إطلاق الميليشيات الحوثية للعشرات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش لتوجيههم نحو المناطق المحررة.

وعلّقت الناشطة الحقوقية في عدن لولا علي على محاولة اغتيال حسن اليافعي، قائلة في تدوينة لها عبر موقع تويتر: "لا يزال المخطط قائمًا لبث الرعب في عدن، تارة عبر الحملات الإعلامية المنظمة وأخرى عبر الإرهاب". وأشارت لولا إلى أن "الإرهاب كعادته لا يفرق بين قيادات أو مواطنين".

ويرى مراقبون أن التصعيد الخطير في المناطق المحررة يفترض من المجلس الرئاسي تسريع جهود إعادة ترتيب الوحدات الأمنية والعسكرية، لقطع الطريق على محاولات بث الفوضى في المناطق المحررة.

ويحذّر المراقبون من أن القوى المعادية للمجلس ستضاعف في الفترة المقبلة من مساعيها لإشاعة الفوضى، لاسيما مع اقتراب الهدنة المؤقتة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مطلع أبريل الماضي من نهايتها.

ويشكك المراقبون في إمكانية أن يتحقق الهدف المنشود في ظل التشابكات الحاصلة في المشهد اليمني، وتضارب الرؤى ومصالح القوى المختلفة، حيث إن الحوثيين على سبيل المثال يعتبرون الهدنة مجرد استراحة لإعادة تنظيم صفوفهم لجولة قتال حاسمة، فيما تعتبر القوى التي كانت متحكمة في مفاصل الشرعية خلال فترة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، أن نجاح محاولات المجلس الرئاسي للبناء على هذه الهدنة، سيعد إنجازًا يحسب له.

ويبعد موقع عملية أمس الأول الأحد، نحو نصف كيلومتر من موقع استهداف سيارة محافظ عدن، أحمد لملس، ووزير الزراعة والثروة السمكية، سالم السقطري، نهاية العام الماضي، حين انفجرت سيارة مفخخة قرب وزارة الزراعة، وقتِل خمسة من مرافقي الرجلين.

وبعد شهر على تلك الحادثة، تم استهدف الصحافي محمود العتمي بوضع عبوة ناسفة في سيارته التي انفجرت وهو في طريقه لإسعاف زوجته التي كانت على وشك الولادة، لكن الانفجار أدى إلى مقتلها وجنينها.

وبالمقارنة مع حادثة اغتيال اللواء مثنى ثابت جواس في شهر مارس 2022، يظهر التطابق بين الأساليب. وتقول مصادر أمنية إن المادة التي استخدمت في استهداف اللواء جواس هي من نوع «سي فور» شديدة الانفجار، ورجحت المصادر أن تكون المادة التي استخدمت في تفجير الأحد أقل شدة من سابقاتها.

وسبق أن تم استهداف مدخل مطار عدن الدولي بسيارة مفخخة في أكتوبر الماضي، وتسببت في مقتل تسعة أشخاص على الأقل، فيما أُصيب 12 آخرون، بينهم نساء وأطفال. ولم تتبنَّ أي جهة هذه الهجمات، كما كان يحدث في السابق، حين كانت تسارع منظمات إرهابية إلى تبني العمليات، والكشف عن منفذها، الأمر الذي يعزز قناعة المحليين بوقوف الحوثيين وراء تلك العمليات، لأن المستهدفين خصومها، كما أن اختيار الأهداف وتوقيتها يشيران إلى استفادة الحوثيين من تداعيات الهجمات.

كما يذكر مراقبون أن الميليشيات الحوثية لا تعلن مسؤوليتها عن العمليات الإرهابية التي ترتكبها في الداخل اليمني، مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي ترسلها على مأرب وهي بالعشرات خلال السنتين الماضيتين، أو على عدن والمناطق المحررة الأخرى وفق صحيفة الشرق الأوسط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى