لماذا يضرب الإرهاب العاصمة عدن؟

> الإرهاب في عدن جريمة مقصودة على الدوام، لأن نية الإرهابيين تختلف عن نية الأشخاص الذين يرتكبون القتل والسرقة وما إلى ذلك من جرائم، فعلى سبيل المثال في حالة جرائم القتل أو السرقة هناك جانبان هما الجاني والضحية، أما في العمل الإرهابي هما السلطات المحلية والسكان والخارج.

أفعال الإرهابيين في العاصمة عدن هي رسائل سلبية تهدف إلى تخويف السكان وممثلي السلطات المحلية والأطراف الإقليمية والدولية، وهو عمل جبان مقصود من أجل الأسباب التالية:

- ضرب عملية التوافق السياسي والأمني الأخيرة التي أفضت إلى إنشاء مجلس قيادة رئاسي، ومن ثم إشاعة حالة من عدم الثقة بين الأطراف اليمنية السياسية التي تحاول إيجاد مخرج من حالة الحرب المستمرة منذ 7 سنوات.

- الإرهابيون يدركون أن فقدان الأمن النفسي والمعيشي والاجتماعي يؤجج الاحتجاجات وهم يدركون أن خلق جو من الخوف والاكتئاب وترويع السكان يقوض ثقة الناس في عدن بالسلطات المحلية والتوافقية.

- إظهار مدينة عدن على أنها غير مستقرة والأمن فيها ضعيف وبحاجة إلى إعادة هيكلة تتشارك فيها أطراف موالية للجماعات الإرهابية، تحميها وتمولها من أجل تنفيذ أجنداتها.

- إخافة وأبعاد الاستثمارات الأجنبية عن مدينة عدن وإظهارها بصورة مدينة هشة أمنياً.

- محاولة اختراق الهياكل السياسية والاقتصادية والأمنية العامة والحكومية لإنشاء شبكة واسعة من المراكز والقواعد لتدريب المسلحين في عدن ومحيطها ، فضلاً عن شبكة من الشركات والشركات والبنوك والأموال التي تستخدم كغطاء للإرهابيين لتمويل و ضمان عملياتهم ودمج الإرهاب مع تهريب المخدرات و الأسلحة والارهابيين عبر سواحل عدن والمدن والموانئ القريبة منها.

- اللعب على ارتباك الناس في عدن والشكوك حول سلامتهم لتكوين رأي مستقر بين الناس بأن الامن غير قادر على مكافحة الإرهاب والسلطات لا حول لها ولا قوة.

الإرهابيون مجرد أداة بيد القوى التي تسيطر عليهم وتهتم بما يدور حول مصالحها، أي أن من الضروري فهم من يستخدم الإرهابيين لتنفيذ مهام معينة، ففي قلب كل إرهاب يوجد المال والأعمال القذرة والإجرامية والمنافسة والثروات والسيطرة على السلطة والأسواق.

يجدر بالسلطات المحلية في عدن اتباع نهج حذر في منع وتهيئة المواطنين لتهديدات إرهابية محتملة، وعدم تهدئة اليقظة، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إيجاد استراتيجية أمنية وقانونية قوية وفعالة لمكافحة الإرهاب تتناسب مع حجم التهديدات الإرهابية المتكررة، لأن العمليات الإرهابية هي ضغط وهجوم نفسي على سكان العاصمة عدن، من أجل إثارة الخوف بينهم ومن ثم إجبار السلطات العامة وهيئات الحكم الذاتي المحلية على اتخاذ قرارات من شأنها أن تعمل لصالح الإرهابيين ومن يقف خلفهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى