الانتصار للقضية الجنوبية قبل الانتصار بها

> نسمع في كل ذكرى للوحدة اليمنية خطابات مستهلكة فاقدة لأي نبض له علاقة بحياة الناس أو هكذا يعتقد كثير من الناس، وللأسف تحولت بعضها إلى سهام لضرب خصومها وتسجيل نقاط عليهم، رغم يقينهم بأن هذه الخطابات لا تعزز الوحدة وتبحث سبل ترميمها، بقدر ما تزيد من أوار الخصومة ولدادتها، بل تهشم ما بقي لها من أنسجة في قلوب الناس.

بتقديري لا يمكن الاحتفاء بالوحدة اليمنية دون الانتصار للقضية الجنوبية، باعتبارهما (الوحدة/ القضية الجنوبية) مفردات لنفس الخطاب، فحين ننتصر للقضية الجنوبية:

- ننتصر لمفهوم الشراكة (شمال/ جنوب).

- نعيد بناء مفهوم الوحدة، بعيدا عن مفاهيم الغلبة والتغلب إلى وحدة الانتصار للعدل، فتعزيز الوحدة يتطلب تحقيق العدالة لطرفيها، ولو بتنفيذ مضامين مخرجات الحوار، وهناك مصفوفة حكومية بالإجراءات الحكومية المطلوبة لم ترى النور منذ 2014م، فالانتصار للمغلوب انتصار للوحدة.

- ننتصر لمعنى الجمهورية، فلا قضية جنوبية ولا وحدة في ظل إمامة.

- ننحاز لدولة المؤسسات يحكمها النظام والقانون، فالغاية النهائية للمواطن بالجنوب دولة يسودها النظام والقانون.

- ننتصر للمواطن البسيط في وجه مراكز النفوذ التي نهبت البلاد وأضاعت الوحدة والوطن، وظلت تتغنى على جثتها ليل نهار.

- نرمم النسيج الاجتماعي الذي أصابته شروخ نتيجة الشحن الإعلامي سواء اليميني المتطرف منه أو الانتهازي، وبعد الانتصار للجنوب يتحقق الانتصار بالجنوب.

- نخلق فضاءات للعمل المشترك لصالح الإنسان صاحب المصلحة الحقيقية في أي وحدة أو انفصال.

- نلملم الصفوف في مواجهة الانقلاب الحوثي الذي استغل الفراغات بين الصفوف لتحقيق أهداف غير مشروعة.

- تتحول عدن عاصمة الحب والجمال إلى عاصمة للنضال في وجه الإمامة.

- تبنى مؤسسات دولة "النموذج" العربي لباقي اليمن، بالحكم الرشيد ودعم الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

- يتم احتواء دولة نموذج إيران في صنعاء، لتحقيق مسارات آمنة لصناعة السلام، وفق معادلات وتوازن قوى يضمن بقاءه وديمومته.

- يبنى سلام بين اليمنيين على قاعدة المواطنة، وفق منهج العدالة الانتقالية، والسفر للمستقبل بعيدًا عن صراعات الماضي بعقول شابة فتية، تحمل هم وهمة الدولة المدنية الحديثة، لكل اليمنيين.

فبالانتصار للقضية الجنوبية تنتصر الوحدة اليمنية.

*وزير حقوق الإنسان السابق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى