حلول على الجرح المتعفن

> يبدو أن كلمة عصيد ليست من مصطلحات القوت والطبخ، هي مصطلح سياسي بامتياز، وسرق من السياسة إلى الطبخ، ولهذا فإن المطبخ السياسي والعصيد المطبوخ لهما مصدر واحد هو خبيط غير مرتب ولا محدد.

بالمعنى الأوضح نحن في مرحلة سيئة، بل من أسوأ مراحلنا في الحكم ولا سابق لما نحن فيه غير ما يشبه وهو العصيد وخبيط يا خبيط.

لقد أصبح الأمر اليوم على ما نحن فيه عبارة عن شظايا متطايرة ولا يمكن بحال من الأحوال أن يلملم هذه الشظايا لا مجلس رئاسة أبو سبعة ولا سلطة في أي تكتل أو محافظة.

ما نعيشه هو زمن عجيب لم يحدث لأي بلد سبقنا وعاش من الأزمات ما يشبهنا لا أحد لا في دول أفريقية بحروبها تلك التي عرفناها، ولا دول أوروبا الشرقية التي تفككت واضطربت يوما ولا في دول أمريكا اللاتينية التي مزقت مجتمعاتها العصابات ردحا من الزمن أي نوع نحن وإلي أي صنف ننتمي.

انهارت فجأة أنظمة الثورات وتبخرت، وبعدها ما نشأ أو ظهر من كيان وحدوي زحف فوق بقايا الثورات بعيوبه، ثم ظهر لنا رئاسة أبو سبعة ويقابله نظام المليشيات المسلحة وهو ما يشبه زمن حرب (صامويل دو) في أفريقيا الوسطى منتصف السبعينيات أو دراما الحرب اللبنانية والمطاردات بين الأزقة وحكومات النواحي والمعابر. لم يظهر منذ اتفاق الرياض ما يبشر بنوايا إصلاحات توقف التشتت ولا باستقرار الصرف والحياة والناس والسياسة، ولا هناك رؤية طرحت، ولا أعتقد أن شيئًا من هذا قادم أو يرتب له أبدا.

نحن ندخل مساحة كبيرة ومرعبة في مناطق الرمال المتحركة التي تأكل الرجال وتختفي بها كل ما له صلة بنا أو بما نتوق إليه.

ما يظهر في الأفق هي هواجس لكل الناس بعيدا عن طبقة السياسيين وممتهنيها والحراكيين والمنتفعين، ما يحدث وهذا مؤكد فراغ كبير وخزق أسود يغمطنا وسطه ولن نخرج بل سنتبعثر أوصالا أكثر مما نحن فيه.

لست متشائما، وإنما جازما بأن ما فشل فيه اتفاق الرياض وعجز عن تسويته عاد بمجلس رئاسي وهو عبارة عن تخييط على الجرح لا علاجه مما يسبب التعفن والتلف، هذا هو واقع الحال، وللأسف كلنا مجزؤون أو كتل وأحزاب وعراف سياسة وكراسي نهوي تباعا في حفرة أعدت لنا في ليل دامس وبخبث غليظ وعندما نسقط لا يسمع صراخنا لا في هذه العاصمة ولا في جاراتها الأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى