باحث أمريكي: سعي الحكومة للسلام لصعوبة الوصول إلى صنعاء

> «الأيام» غرفة الأخبار

> باحثة عربية تتساءل عن سر تزايد نشاط القاعدة بجنوب اليمن مؤخرا
> عقد مركز سوث 24 للأخبار والدراسات ندوة سياسية افتراضية على تطبيق زووم، بعنوان "مآلات الهدنة اليمنية وملف مكافحة الإرهاب"، مع خبراء غربيين ومحليين مختصين بالشأن الخليجي وشؤون الشرق الأوسط.

وشارك في الندوة، الباحث في مجموعة "سترافورد" للدراسات والمختص بشؤون الخليج، ريان بوهل، المحلل الأمني المتخصص بدراسات مكافحة الإرهاب ريان ماورو، والممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية عمرو البيض. أدارت جلسة النقاش المحللة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، هديل عويس، وترجمها كلاميًا إلى العربية المحامي صالح النود.

وناقشت الندوة التي جاءت متزامنة مع تمديد الهدنة الأممية في اليمن، التطورات الحالية في البلد في ضوء هذه المستجدات ومآلات هذه الهدنة في المسارات السياسية والعسكرية وعلى ملف مكافحة الإرهاب، خصوصًا بعد تصاعد نشاط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مؤخرًا.

استهل الندوة المستشار السياسي للمجلس الانتقالي عمرو البيض بالإشارة إلى أنّ الهدنة تمّت بعد أن قبلت "ميليشيا الحوثي" أنها ليست فوق الجميع، خاصة بعد دخول القوات الجنوبية إلى شبوة وتحريرها. معتبرًا أنّ الحوثيين سيستغلون "الهدنة لترتيب صفوفهم واستعادة سلطتهم".

وطرح البيض، تساؤلًا عن الكيفية التي ستتعامل بها الأمم المتحدة فيما بعد الهدنة، وعلى رأسها خطوات بناء الثقة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى. وتساءل أيضًا، فيما إذا كان المبعوث الجديد هانس جروندبرج سينجح في توسيع المشاركة السياسة مع مختلف الأطراف، بعد فشل المبعوث السابق مارتن جريفيثس. مشيرًا إلى أهمية طرح مشكلة "الوحدة" على طاولة الحوار حتى تتشكل عملية سياسة شاملة.

وحول موقف المجلس الانتقالي من التحديات الاقتصادية قال البيض إن "المشاكل جميعها مرتبطة ببعضها البعض. وأنّ المجلس الرئاسي مازال حديث العهد، ولم يتأسس بشكل كامل، وربما بعد أن يكتمل التأسيس والتشكيل ستبدأ السياسات والعمل.

وبالتالي يرى أنهم سيدفعون لتنفيذ أجنداتهم – في الانتقالي الجنوبي- من خلال وزرائهم في الحكومة، ومن خلال عضو المجلس الرئاسي "عيدروس الزبيدي"، نحو محاربة الجماعات المتطرّفة، ومعالجة كل الملفات، منها "ملف الهجرة" التي باتت مشكلة كبيرة بالنسبة للجنوب.

وأشار البيض إلى أنّهم في المجلس الانتقالي الجنوبي سيسعون للحصول على موقف دولي للضغط على كل الأطراف داخل الحكومة اليمنية لدعم هذه الخطوات.

وشارك الباحث الأمريكي ريان بوهل عن مجموعة ستارفور للدراسات، في الحديث عن طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وانعكاساتها على الملف اليمني، مشيرًا إلى متانة "العلاقات التاريخية بين البلدين قوية".

وقال بوهل إن "ميليشيا الحوثي" لا تزال تسعى لاستعادة اليمن إلى الشكل الطائفي الذي تريده، وهي لن تتخلى عن هذا الهدف. حد وصفه.

ووفقًا لبوهل فإنّ سعي الحكومة المعترف بها دوليًا لمسار السلام، ناجم عن إدراكها "بأن الحرب ليست الآلية المناسبة للوصول إلى صنعاء." لكنه بالمقابل لا يعتقد "أنّ قوات الحكومة اليمنية قادرة على تحرير صنعاء، خاصة وأن قوات التحالف العربي تراجعت والإمارات العربية كذلك." لكن إذا تجرأت "ميليشيا الحوثي" على أن تذهب لمهاجمة المدن الرئيسة السعودية "سوف تُواجَه برد قوي."

وعن تراجع دور المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركنج، قال ريان بوهل بإنّ "لدى الولايات المتحدة نهج بعدم التدخل، وهذا موجود على الساحة اليمنية وأيضًا في القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. فهناك سياسة عامة واستراتيجية لا تدفعها الرغبة لتحديد ملامح في المنطقة". فالأمريكيون، وفقًا لبوهل، أخذوا العبر من الحروب السابقة في أفغانستان. "ولدى إدارة بايدن قيم تريد أن تعتمدها لإيقاف العدوان على الأبرياء والمدنيين وإدخال الدعم، لكنها لا تسعى إلى وضع نوع من الثقل السياسي أو العسكري لتحقيق هذه القيم".

ويعتقد بوهل أن الولايات المتحدة لا تملك أدوات ضغط مباشرة على الحوثيين، لكنها تملك "أدوات ضغط مرتبطة تمامًا بدعم السعودية". ورأى بأنّ واشنطن لا تستطيع الضغط على الحوثيين أكثر مما قد ضغطت في السابق.

وفيما يتعلق بتعاظم نشاط القاعدة في اليمن تساءلت الباحثة هديل عويس عن سر تزايد نشاط القاعدة في جنوب اليمن في الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد العمليات التي ضربت مدنًا جنوبية خلال الأشهر الماضية.

لكن المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب، ريان ماورو، شدد على أهمية اعتراف الولايات المتحدة بوجود تنظيم القاعدة في اليمن وبأنها مازالت قائمة ونشطة، خاصة وأنّ هناك صوت داخل المجتمع الأمريكي يرفض التدخل الأمريكي في الخارج.

وذكر ماورو بأن إدارة بايدن ترى أنها قادرة على أن تحد من خطر القاعدة، خاصة من خلال التوجه بالعمل الاستخباراتي والعمليات المركزّة.

وشرح ماورو، بأنه "من أجل الحصول على دعم أمريكي لابد أن يتصاعد الخطر، على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها شهية للتدخل المباشر على الأرض"، مدللًا بانسحابها الأخير من أفغانستان.

حضر الندوة عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والإعلامية اليمنية وباحثين غربيين ونشطاء من الجنسين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى