أوبك بلس.. طاب البَلَس

> هذا الشعب يجيد صنع البدائل، فهو مبدع وعصامي.

في زمن الجائحة، وصلنا بعد تطواف في وسائل التواصل إلى مقاطع تحكي قصة تحدٍ للوباء.

قال أحدهم في شريط فيديو قصير "لا نخاف من كورونا.. لن يصل إلينا.. نحن نأكل (الكُدَم) ونشرب (الشاي)"!

ومواطن يسجّل في مقطع: "عليكم بالحُلبَة والليم الحامض، مصل مجرّب ضد كوفيد ـ 19".

- عُدِمَ غاز الطبخ، فاستنفر أصحاب الوِرَش هنا في عدن وصنعوا موقدًا جديدًا من المعدن يعمل بالفحم وتحرّكه دينمو وبطارية.

كما لا يعجز المواطن أزمة القمح، فهو يخرج ليبذر الحبوب وقت نزول المطر، وقد جمع الناس في الأرياف أصنافًا من الحبوب البلدي وأعدوها للطحن، ويرون أن ما تسميه التقارير الإنسانية بأزمة جوع لم تصبهم بعد.

ذهب الرئيس هادي ونائبه محسن، ورأى الشعب أن المجلس الرئاسي ربما يكون بديلًا ناجحًا لتجاوز إخفاقات الجيش الوطني.

وفي مشهد آخر قيل إن بايدن احتار في زيارته إلى الشرق الأوسط، فقد أرجأ الزيارة من يونيو إلى يوليو حتى تستجيب واشنطن لطلبات السعودية.

ولدى المواطن الفلّاح باليمن أيامًا في حزيران تعد من أجود أيام الموسم" أربع حزيرانِ وأربع مبكَرِ" زاخرة بالخير وافرة بالنماء.

وفي أزمة الطاقة يرى البيت الأبيض أن خطوة الرياض في زيادة النفط بسبب حرب روسيا وأوكرانيا غير كافية، ويقول إن أسعار النفط متروكة لأوبك+، بينما في هذا البلد الذي تعصف به حرب منذ 7 سنوات تظل الخطوط مزدحمة بالباصات الصغيرة، وحركة تنقُّل لا تهدأ، زاد سعر البنزين أو نقص، وقد شوهدت السيارات في صفوف مرصوصة أفضل من صف الساسة الذي تعتوره شقوق وثلمات.

إذا شُغِلت الدول العظمى بـ " أوبك بلس" شُغِل المواطن في هذا البلد بـبيع البَلَس".

ترى شبابًا يخرجون في الصباح الباكر هنا في عدن إلى الجولات لبيع ثمرة " البَلَس"، أحدهم قال إنهم يأتون بها من المدينة الخضراء جنوب المدينة.

وسر خروجهم في الصباح أن الثمرة تكون طريّة وليّنة تتأثر بحرارة الشمس، وهي تبيت طيلة الليل في ثلاجات التبريد، ويمكن أن تصير صبوحًا لطيفًا وخفيفًا بمزاج رائق:

طاب البلس طاب

واعذارى طاب

هيّا صبّوحنا بَلَس

والفرسك أخضر وحالي

فراسكك واصَبِر

مهما تسبّب ضَرَس

- نتمنى على الوفد المفاوض في عمّان أن يُنجز فتح طرق تعز، ويفك حصار عدن، حتى يعلم القوم أن رمي الكرة في ملعب المحافظ المكافح أحمد لملس دعوة باطلة، وأن شأن الكهرباء لعبة بهدف إرباك المشهد في الجنوب.

أما جديد الأخبار أنْ يصير مطار عدن الدولي منطلق أول زيارة للحاكم الجديد، التي بدأها إلى الكويت، حتى نعلم أن مشاعر الحُب بين عدن والكويت أزليّة، وهي أكثر حرارة من عناق الأشخاص مهما صاروا كِبارًا.. وطاب البَلَسْ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى