الخيارات الصعبة أمام الجنوب خلال المرحلة القادمة

> تطورت الأوضاع على الساحة اليمنية بعد 7 أبريل 2022م وطي صفحة الرئيس عبدربه منصور هادي وتشكيل المجلس القيادي الرئاسي الجديد والتأييد الإقليمي والدولي لتلك الخطوة والتشكيلة التي خرجت مناصفة أربعة للشمال وأربعة للجنوب، وحددت المهمة الرئيسة للمجلس الرئاسي الجديد إجراء الحوار (مع أنصار الله) سلطة الأمر الواقع في صنعاء لإحلال السلام وإنهاء الحرب الطاحنة التي دخلت عامها الثامن.

المملكة العربية والسعودية والإمارات العربية المتحدة لعبتا دورًا في التشكيلة الجديدة للرئاسة اليمنية، وأشركت في التشكيلة ممثلين للجنوب وبالذات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وقائد قوات العمالقة، إضافة إلى محافظ حضرموت ومدير مكتب هادي وفتحت تلك الخطوة آفاقًا واسعة للقضية الجنوبية ووضعها في مسارها الصحيح.

المملكة السعودية والإمارات يمكن القول إنهما أحبتا الخروج من الحرب اليمنية لتأمين أراضيهما من الأضرار البالغة (بعد اتساع رقعة الحرب لتشمل الدولتين)، وتركت مسألة الحرب أو السلم للجانب اليمني بإشراف الأمم المتحدة، ونسلط الضوء في مقالنا هذا على بعض المحطات التي نعتقد أنها ستكون موضع خلاف بين ممثلي الشمال والجنوب ويجب معالجتها بروح الصراحة المتناهية، وذلك على النحو الآتي:

أولا - على الإخوة الشماليين الاعتراف بأحقية أبناء الجنوب باستعادة دولتهم وعاصمتها عدن، والمؤشر الذي برز أثناء تأدية القسم لأعضاء المجلس الرئاسي وتخطي البعض ذكر الوحدة اليمنية والضجة التي أثيرت حول ذلك من خلال متابعتنا للفضائيات، وفي التطورات الأخيرة في اليمن يتناول بعض المحللين مسألة دمج القوات العسكرية والأمنية في قوام وزارتي الدفاع والداخلية وفقًا لاتفاق الرياض، وهذه المسألة مازالت محل خلافات بين الشمال (ممثلي الشرعية) وبين ممثلي (المجلس الانتقالي).

ثانيا - الجنوب تعرض لحربين خلال عام 1994م وعام 2015م والجميع يتذكر المآسي والكوارث التي حلت بالجنوب ومازالت آثارها حتى اليوم وقدم الجنوب خيرة شبابه الذين استشهدوا في تلك الحروب.

تمكن أبناء الجنوب من تحرير بعض محافظاتهم وطرد قوات عفاش والحوثي من عدن ولحج والضالع وأبين وسقطرى وشبوة، وظلت بعض قوات عفاش جاثمة في حضرموت والمهرة، تلك القوات في محافظة حضرموت تقوم بحراسة المواقع النفطية التي تنهب لصالح قوى الفساد بقيادة علي محسن الأحمر لصالح بعض العائلات في صنعاء والفتات للقلة من عدن، والقوات المسلحة المتواجدة في حضرموت التي يبلغ تعدادها 40 ألف تمسكت الشرعية في إبقائها بحضرموت وعدم إشراكها في الحرب بحجج واهية، ومع التوجهات الجديدة للرئاسة اليمنية تفرض الضرورة إشراك تلك القوات في المواجهات العسكرية القادمة في حالة فشل جهود إحلال السلام.

ثالثا - يعاني الجنوب جملة مصاعب في حياته المعيشية من انهيار عملة وارتفاع جنوني في الأسعار وخدمات سيئة للغاية، واستبشر الناس خيرًا بالتشكيل الرئاسي الجديد، فبدلًا من رئيس ونائبه تعمدت السعودية والإمارات إخراج تشكيلة قل نظيرها في العالم مكونة رئيس و7 نواب، إضافة إلى تشكيلات أخرى هي لجنة المشاورات والمصالحة 57 عضوًا ولجنة قانونية 9 ولجنة اقتصادية 13 أعباء مالية، إضافية إلى الحكومة التي تعمل بوتيرة متسارعة لمنهج الفساد دون حسيب أو رقيب.

لم يشهد الجنوب أي تطور يذكر في تحسين أوضاعه المعيشية، والخدمات التي مازالت تراوح مكانها سيئة للغاية، تلك الأوضاع وضعت الانتقالي في موقف محرج للغاية أمام شعبة وهو الشريك المهمش في سلطة الرئاسة والحكومة، تلك الأوضاع المزرية دفعت شعب الجنوب في عدن للتظاهر بشكل قوي جدًا ومازال التصعيد مستمرًا حتى يتم تحقيق مطالب الجماهير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى