عيد الكباش

> كم تساوي قيمة المواطن في الجنوب مع دخول عشر ذي الحجة؟

* هذا السؤال قفز إلى ذهني عندما سمعت أن مواطنًا عرض بيع نجله الصغير مقابل كبش العيد.

* مثلي مثل السواد الأعظم من المواطنين لم أستطع تأمين ضحية العيد لأن العين بصيرة واليد قصيرة.

* ذهبت إلى سوف الأغنام منتشيًا بما تبقى من راتبي، لكنني تفاجأت أن سعر الكبش الرضيع يوازي راتبي لخمسة شهور.

* عدت من السوق خائبًا ونادمًا على أنني لم ألتقط لي صورة مع الكباش للذكرى، لكنني أعدت البصر كرتين متسائلا: إذا كان هذا حال موظف راتبه الشهري يوازي مائة دولار، فكيف حال الأسر المطحونة التي تعيش تحت خط الفقر دون دخل أو عائل؟

* الله سبحانه وتعالى أقسم في كتابه الكريم بليال العشر وخصّها عن سائر الأيام والليالي، لكن لا أحد من الذين يكتنزون الذهب والقناطير المقنطرة فرج كربة مواطن في هكذا أيام منفرجة.

* صحيح يا جماعة الذي يشاهد ويعايش عن قرب بلوة غيره تهون عليه بلوة نفسه، وما يحدث للمهمشين ولذوي الدخل المحدود جريمة في وطن غابت فيه العدالة الاجتماعية والقانونية، فأضحى المواطن يضحي بفلذات كبده لأجل تأمين وجبة واحدة.

* عندما يكون كبش العيد أغلى من المواطن، فماذا يمكنك أن تقول في حكومة تستحي منها الشتيمة؟

* وعندما يقترب العيد ولا مظاهر فرح له بين أبناء الطبقة المسحوقة، كيف يمكنك أن تميّز بين الأيام وقد تشابهت علينا مثلما تشابهت علينا الوجوه السياسية التي لا تأخذ من البقر حليبها فقط وإنما خوارها أيضًا؟

* يستقبل الأغنياء واللصوص والفاسدون العيد بأضاحي تساوي ميزانية الجنوب لوحده، فيما يفتش المواطن المترب عن الرحمة ورمق الحياة بين بقايا القمامة، ولسان حاله: بأي حال عدت يا عيد؟

* عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي محمد صلى عليه وسلم قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر من ذي الحجة - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري.

* وللذين في قلوبهم ذرة رحمة تباروا في هذه العشر في التصدق على المحتاجين، وتسابقوا على كسوة يتيم ذي مقربة أو مسكين ذي متربة، ففضلها يصلح عملك ويقربك إلى الله درجات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى