يوم السـفر

> اقترب العيد، وبدأت الناس تحزم حقائبها للسفر، وأذِنَ لأشواق الروح أن تتحرك بين الجوانح ووسط الحنايا.

سيكون الفرح هو الطاغي رغم البؤس، وليس أحدٌ سيمنع عن نفسه بهجة العيد بإطالة هَمْ الحرب في قلبه وعقله.

سينتظر الناس في الأرياف وصول أهاليهم من المدن لقضاء عطلة العيد في واحة من السرور.

يشهد أهل القُرى أن لمناسبة "العيد الكبير" في قُراهم فَرَحٌ لا يُضاهى، وطعمٌ خاص، ولونٌ ورائحة متفردان.

سيرى الناس في شاشات القنوات ألوان من الفرح ،وكأن أجواء السلام تظلِّل الجميع.

سيفرحون رغم الفقر والغلاء والحصار.

كل الناس في البلد تريد أن يكون عيد هذا العام بداية للفرح الدائم الذي لا ينقطع في بلاد سمّاها العالمين "السعيدة".

وحين يجنح المتحاربون للسلام، فإنهم يدفعون عن أنفسهم تهمة تسوّل الهُدَن من الأُمم والأقطار.

ويُؤثَر عن العارفين بشؤون الحُب والفَرَح أنهم قالوا "أعياد هذا البلد ومناسباته الدينية فضاءات عذبة من السرور، وطقوس مذهلة من صناعة الفَرَح وحضور النعيم".

مهما شقّ الغلاء على المواطن هنا في عدن وأشهر سيفه، فإنه سيبتهج، وسينشُر عطر المناسبة.

وفي العيد يلهج لاعج القلب أيضًا بوصل المحبين، ويصير حَرَق عود البخور علامة لفَرَح المكان بحلو اللقاء.

سوف تزدان سقوف وجدران البيوت بألوان من الزينات.

وسيذهب الناس إلى الشواطئ الجميلة ويجوبون أروقة "الكمسري" وسيركب الأطفال الألعاب في لحظات من المَرَح موشّاة بالضحك البري.

سيتبادل الناس التهاني، سيتصافحون ويتصافون، وستكون للعائلات جلسات في البيوت وتحت ظلال الحدائق وسط أجواء من الفَرَح الغامر والابتسامات الودودة.

سيسافر الناس في العيد وإنْ بعُدَت بهم المسافات، سيتسلقون الجبال ويركبون المنحدرات ويقطعون الفيافي، حتى وإنْ أغلقت الحرب الطُّرُق وعطّلَت المعابر وسدّت المنافذ.

سوف يكون العيد بعزم أهل البلد بوابة الخير لسلام دائم.

ويكفي المتخاصمين أنْ يسمعوا :

((فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)).

ليس من المنطق البحث عن السلام من غير بني قومنا وأهل مِلّتِنَا فقد قالت لنا هيئة الأُمم "إنّ وقف الحرب شأنٌ يمني"، وصرّح فينا مجلس الأمن "إن تحقيق السلام بيد اليمنيين".

فليت أن عيدنا الأضحى هذا العام يصير إلى حل للمشكلة فتسعد صباحاته وتطرب فيه ضَحَوات المُنىٰ.

وبعد.. هذه رسالة لأهلنا في الجنوب "اجعلوا من العيد مناسبة للوفاق ،وانشروا الخير من شرق بلادكم إلى غربها ،وأفشوا السلام بينكم، وافعلوا كما يفعل الغيث حين يعـُم هطولهِ الأمكنة، ويفرح به كل الناس ولقد أنشد أحدهم معبّرًا عن شغفهِ بحُبِّ الخير للناس وليس لنفسه فحسب فقال:

فلا نزلَتْ عليّا ولا بأرضي

سَحَائبُ ليس تَنْتَظِمُ البلادَا

ليكن العيد الكبير بداية النصر الكبير

وعيدكم مبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى