السودان.. أفراد الهوسا يغلقون الطرقات بعد مواجهات قبلية دامية

> "الأيام" أ ف ب

> ​أقام الآلاف من قبيلة الهوسا، أحد أطراف النزاع القبلي الدامي المشتعل في منذ أسبوع في جنوب السودان، المتاريس وأغلقوا طرقات وهاجموا منشآت عامة في مدن عدة في البلاد.

منذ أسبوع، قتل 60 شخصا وجرح 163، من بينهم قرابة عشرة إصاباتهم حرجة، في اشتباكات بسبب نزاع حول الأراضي في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع اثيوبيا، وفق حصيلة رسمية.

واندلع النزاع بين أفراد قبيلة الهوسا، وهم مزارعون أفارقة موجودون في كل منطقة الساحل، وأفراد قبيلة البرتي. ويطالب أفراد الهوسا بتشكيل سلطة محلية تشرف على استخدام الأراضي والمياه.

بدورها، تؤكد قبيلة البرتي بأنها تملك الأراضي وترفض عبور أي سكان لا ينتمون الى القبيلة أو أي إشراف خارجي.

هذا، ونشرت "إمارة عموم قبائل الهوسا" بولاية كسلا بيانا يوم الاثنين قالت فيه إنها تتأسف وتتحسر حيال ما شاهدوه في حق أهلهم العزل من تقتيل وتنكيل لا يمت للإنسانية بصلة.

وأضافت "واهم من يظن أن ما جرى في حق أهلنا سيمر مرور الكرام على أي حال.. والجبال أوتاد وهذه نبعث بها للناعقين من الجاهلين الذين يكتبون مبررين ويرجعون أسباب هذا الحقد إلى تطلع الهوسا لنظارة ناسين أننا لم نكن لنركن لأية صورة من صور الإدارات الأهلية إلا مرغمين مسايرة لواقع أليم تمر به بلادنا المكلومة".

وأكدت في البيان أنهم ليسوا دعاة عنصرية ولا فتنة قبلية، مضيفة "غير أننا لسنا مضطرين للانحناء إلا الله.. كما أننا لسنا في غفلة عن ما يحاك ضدنا في العلن والخفاء".

ودعت في بيانها "أمة الهوسا" في كل مكان بالدخول في حالة طوارئ قصوى تستمر إلى يوم مجابهة يأجوج ومأجوج.

واختتموا البيان بالقول: "ونقول لأهلنا الصاع ستين لا صاعين.. ولا تعتدوا..".

من جهتها نشرت "رابطة أبناء الهوسا" بيانا بخصوص الأحداث التي وقعت في النيل الأزرق وما جاورها.

وقالت في البيان "إننا نترحم على أرواح الأبرياء الذين غدروا بهم في ديارهم ومتاجرهم وقتلوا بدم بارد نتيجة تحريض علني اتبعته بعض المجموعات القبلية والسياسية على مرأى ومسمع من الحكومة الإقليمية والاتحادية"، داعية قوات الأمن إلى القبض على رؤوس الفتنة والذين حرضوا على القتال وإشعال جذوة النعرة العنصرية وتقديمهم للمحاكمات بأسرع وقت حتى تهدأ الأمور.

أما بخصوص أحداث كسلا يوم الاثنين، فقد أفادت الرابطة بأنها تدعوا لتهدئة الوضع مطالبة بالتحقيق في قتل المتظاهرين معربة عن أسفها لعمليات الحرق والتخريب التي طالت بعض المقار الحكومية.

وشددت الرابطة على أنها في حل من ذلك حيث هنالك بعض الرافضين للسلام الموقع في جوبا ومسار الشرق وبعض من مجموعات المناوئة للسلطة المركزية هم الذين هتفوا بسقوط السلطة وكذلك هتافات ضد القائد مالك عقار وغيرها وذات المجموعة هي التي أحرقت المقرات الحكومية من أمانة الحكومة وديوان الضرائب وغيرها لاتهام أبناء الهوسا السلميين في مطالبهم والمتمثلة في الإسراع بوقف نزيف الدم في ولاية النيل الازرق.

ونجحت القوات الحكومية التي تم نشرها في ولاية النيل الأزرق في إعادة الهدوء الحذر إلى المنطقة بعد عدة أيام من الاشتباكات بالاسلحة النارية.

إلا أن الاضطرابات امتدت إلى مناطق أخرى. ففي كسلا (شرق)، أحرق الآلاف من الهوسا "جزءا من مكاتب الحكومة المحلية اضافة الى مكاتب ادارية ومحلات.

وفي واد مدني، على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، أقام "آلاف الهوسا متاريس من الحجارة واطارات السيارات المشتعلة على الطريق الرئيسية ومنعوا حركة السير".

وسبق أن تسببت الخلافات على الأراضي وموارد المياه في نزاعات قبلية في السودان حيث ينتشر السلاح بعد عقود من الحروب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وفي دارفور.

واتسع نطاق الاشتباكات بسبب الفراغ الأمني الذي نشأ منذ انقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر الماضي على شركائه المدنيين في السلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إسقاط عمر البشير في أبريل 2019.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى