> بمناسبة الذكرى الـ51 لعيد الجيش الجنوبي التقت الأيام المتحدث الرسمي بإسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب لتحاوره عن المستوى المتقدم الذي وصل له الجيش الجنوبي ولتستطلع منه الانتصارات التي تحققت في مختلف الجبهات، وكذا الرؤى المستقبلية والخطط لبناء المؤسسة العسكرية والأمنية في الجنوب.

*51 عاما على تأسيس الجيش الجنوبي الذي أُعلن عنه في حفل افتتاح الكلية العسكرية بصلاح الدين بالعاصمة عدن في عام 1971منذ ذلك التاريخ حدثنا عن الجيش الجنوبي؟

- إعلان تأسيس جيش الجنوب جاء نتاج تراكمات من البناء والتحديث والتطوير بداية بدولة الجنوب التي أُعلن عنها في الـ30 من نوفمبر عام 1967م ورث قوام ما يسمى بالجيش العربي وورثت تكون نواة الجيش من جيش التحرير الذي أنشائه الجبهة القومية طول أربع سنوات من الكفاح المسلح وكان  بناء تنظيم قوي وكان بمستوى الأهمية الاستراتيجية من النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية للجنوب لأن الجنوب يطل على منحدر قاري هام ويربط بين قارات أفريقيا وآسيا وشريان رئيسي يربط بين الشرق والغرب ومتحكم بأهم المنافذ البحرية وهي باب المندب لقد تطور البناء للقوات المسلحة الجنوبية في الجانب الفني والبشري والقدرات الدفاعية والقتالية من خلال فتح عدد من المدراس والكليات العسكرية منها كلية الطيران والدفاع الجوي وكذلك الكثير من المدارس كمدرسة المشاة والمدفعية والعمليات والاتصالات وغيرها من التخصصات في حينها كانت الكثير من الدول لا تمتلك هذه المنظومة والعمل المؤسسي والعسكري والأمني.

سنوات قليلة استطاع من خلالها الجيش الجنوبي أن يصل إلى مستوى متقدم مقارنة بالجيوش في المنطقة العربية .

لقد استفاد الجيش الجنوبي من الخبرات التي تم استقدامها من الاتحاد السوفيتي كأصدقاء، وقتها نشر الأمريكان تقارير مفادها أن الجيش الجنوبي متقدم ومتطور أكثر في مجال استخدام المدفعية وكذلك سلاح الدروع وسلاح الدبابات وغيرها  هذه المكانة التي عُرف بها الجيش الجنوبي آنذاك،  تعرضت هذه المكانة لكثير من المؤامرات الخارجية وعلى رأسها مؤامرة نظام صنعاء .

لم ينظر الجيش الجنوبي الى هذه المؤامرات التي كانت تأتي من  الخصم الضعيف إذ كان باعتقاد الجنوبيين أن صنعاء ومنظومتها خصم ضعيف إلا أنها استطاعت النيل  منه وتفتيته وضرب قواه سواء" كان بإذكاء الصراعات  داخل المؤسسة السياسية في الجنوب وكان من ضمنها أحداث يناير التي أضعفت الجيش الجنوبي كثيرا" ثم جاءت يمننه  الجنوب وإيصاله إلى  ما سُمى بالوحدة اليمنية، التي هي بالأساس قد عمدت إلى استهداف القوات المسلحة والأمن في الجنوب وفق خطة ممنهجة وصلت إلى تدمير الجيش واحتلال الجنوب.
الميدان هو مسرح الاختبار لأي جيش وقواتنا صامدة وتنتصر في كل الجبهات

*بعد التدمير الممنهج الذي طال الجيش الجنوبي إبّان حرب صيف 94 وإلى ما بعد ذلك والذي كان يعتبر من أهم الجيوش في المنطقة العربية وصنف آنذاك برابع أكبر جيش في الوطن العربي بعد مصرو سوريا والعراق، ماهي قراءتك اليوم للقوات المسلحة الجنوبية التي تعد نواة التكوين لجيش الدولة الجنوبية القادمة بإذن الله؟

- بكل تأكيد مثلما نجح الجنوب بإنشاء جيش قوي في الدولة الحديثة المعلنة في الثلاثين من نوفمبر هو قادر اليوم على إنشاء جيش جنوبي بنفس المستوى حيث أن قواتنا المسلحة الجنوبية في إطار بنائها التنظيمي بنائها بشكل عام قد استفادت من الخبرات العسكرية للجيش الجنوبي السابق  وعلى رأس  هذه الخبرات العسكرية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الرئيس عيدروس الزبيدي الذي يطلع ويقدم توجيهاته وتعليماته الكبيرة في تنظيم وبناء وهيكلة القوات المسلحة الجنوبية  عن طريق لجان الخبرات  المشهود لها في السلك العسكري  والأمني، اليوم القوات المسلحة الجنوبية أثبتت بأنها في الميدان العسكري والقتالي  وهو مسرح الاختبار لأي جيش، وصلنا إلى مستوى متقدم من القدرة والقوة والاقتدار من أجل أداء المهام الدفاعية والأمنية  وخير دليل المعارك التي تخوضها قواتنا المسلحة الجنوبية سواء" في ردع المليشيات الحوثية أو في المعركة الكونية لمكافحة الارهاب، نعتقد أن قواتنا المسلحة الجنوبية رغم  امكانياتها البسيطة استطاعت أن تقدم  نموذجا" احترافيا" في مجال مكافحة الإرهاب فهي ليست بالمعركة السهلة  ربما اليوم قواتنا المسلحة الجنوبية أصبحت تجاري جيوش عظيمة في هذه المعركة تحديدا" لان النتائج التي تحققت في معركة مكافحة الإرهاب كانت  كبيرة وحالت دون تحقيق سيناريوهات المؤامرة للمشروع الإرهابي على الجنوب  لم تسقط أبين ولم تتحول إلى وكر للإرهاب في ضل الاستهداف الممنهج لها لم تسقط مثلما سقطت الموصل ولم يستطيعوا تحقيق ما أرادوا ولم تقع رهينة لهذه العناصر المتطرفة، فيما بعد تأسيس القوات المسلحة الجنوبية المعاصرة بل كانت قواتنا المسلحة الجنوبية وبالتفاف أبناء المحافظة إلى جانب قوات الأمن هناك قادرة على حسم هذه المسألة وتطهير المحافظة وكذلك شبوة من العناصر الإرهابية.

*خاضت القوات المسلحة الجنوبية معارك كثيرة ابتداء" من العام 2015 والتي انتهت بالنصر الاسطوري على القوات الغازية" قوات الحوثي وعفاش" وتحرير معظم الأراض الجنوبية وإلى يومنا هذا ماتزال تلك القوات ضاغطة على الزناد في الضالع وأبين و غيرها من المواقع، ماهي الكلمة التي توجهها لها؟

- رسالتنا إلى قواتنا المسلحة نقول لهم أننا جميعا كشعب وقيادة وقوة عسكرية ودفاعية في خندق واحد وأن قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي وكذلك قيادة المجلس الانتقالي ومن كانوا يوما ما أو في يوم ليس ببعيد في خنادقهم التي يرابطون فيها وهم اليوم في خنادق جبهات أخرى ويمتد مسرحها إلى ما هو أبعد من مسرح الجبهات الداخلي إلى المسرح الإقليمي والدولي وهذه الجبهة هي الجبهة السياسية.

والدبلوماسية، وقد استطاع الرئيس الزبيدي والقيادة السياسية في الجنوب على تحقيق كل الثمار السياسية والدبلوماسية وتكليل الانتصارات العسكرية والأمنية بانتصارات سياسية ودبلوماسية  لا نريد أن نخوض في مسألة هذه الانتصارات ولكنها معروفه للقاصي والداني وقد احتفل بها شعبنا أكثر من مرة وتنفس بها الصعداء، نقول لأبطال قواتنا المسلحة وهم يرابطون في مختلف الجبهات والمواقع والمدن والمعسكرات الدائمة وانهم يمثلون التجسيد الأعظم للحمة الوطنية الجنوبية والتي يُقتدى بها، وأي جيش لا يشكل هذه المفارقة أو التجسيد ليس بجيش، ونود أن نقول لأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية أن القيادة السياسية برئاسة الزبيدي تبذل جهودا كبيرة ومضنية في مسألة التأهيل والتدريب لأفراد قواتنا المسلحة  وكذا التسليح وكذلك استكمال حصولهم على كافة مستحقاتهم من المرتبات والترقيات.

*تعد القوات الجنوبية صمام الأمان والدرع الحصين للوطن رغم قلة الخبرة والفترة القصيرة في تكوينها إضافة إلى عدم امتلاكها لكافة الإمكانيات التي تمكنها من القيام بدورها المناط بها إلا أنها اثبتت مرارا تفوقها وأرعبت كل المتربصين سواء في الجبهات أو في الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المدن، برأيك ما سبب ذلك؟؟

- هناك عوامل كثيرة لتفوق قواتنا المسلحة والأمن رغم قلة الإمكانيات وهي أن منتسبينا هم امتداد للمقاومة الجنوبية التي حققت  أسطورة النصر على المشروع الإيراني ومليشياته الحوثية الإرهابية في هذه المعركة ومسارحها وميادينها وخبراتها وتجاربها أعطت المجال الأمني والدفاعي  إضافة الى العقيدة القتالية لهؤلاء الأبطال فهي  نابعة من حماس ثوري تحرري لاستعادة دولة الجنوب وأي جيش يحمل هذه العقيدة وهذا المبدأ لابد أن يتفوق ويقطع مسافات وأشواطا كبيرة في إثبات جدارته.

*من ضمن الحرب الشرسة التي تشن على الجنوب هو إدخال آفة المخدرات إلى المحافظات الجنوبية ونسمع  بكثرة عن ضبط متعاطين ومروجين لها، هل هناك خطة  للقضاء عليها واجتثاثها كليا؟

- آفة المخدرات مثلها مثل آفة الإرهاب  تعاني منها دول العالم المتقدمة، لكن حالات الضبط الشبه يومية التي يُعلن عنها سواءً عن طريق الأمن أو الجيش أو في مختلف المنافذ وطرقات التهريب دليل على أن قواتنا المسلحة لديها خبرة وقدرة في مسألة مكافحة المخدرات وهذه المسألة تتعقد لأنها تستخدم بطريقة ممنهجة من قِبل قوات الاحتلال  لمحاولة سرقة عقول الشباب وجرهم إلى مربعات خطيرة.


*في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الوطن لاسيما في الجوانب المعيشية وتأخر المرتبات أحيانا، هل هناك توجيهات للحكومة للاهتمام في هذا الامر؟

- سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي يبذل جهود كبيرة في هذا الشأن  لتوفير كافة المستحقات لكافة منتسبي وافراد القوات المسلحة والامن وحقهم في التأهيل والتدريب  واعتقد ان الرئيس سينتصر لهذا الحق الذي جاء من الميدان الذي يقف فيه الآن أبطال قواتنا المسلحة في مختلف الجبهات والجبال والسهول والأودية والصحاري.

*بعد تحرير محافظتي أبين وشبوة من العناصر الإرهابية والمتمردة التي لم تمتثل لقرارت المجلس الرئاسي، كيف تقيمون أداء القوات المسلحة الجنوبية؟

- عملية إعصار الجنوب وكذلك عملية سهام الشرق وكذلك العملية الخاطفة التي نُفذت للقضاء على التمرد الإخواني الإرهابي في شبوة تدل على قدرة قواتنا المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها، العمالقة دفاع شبوة الحزام الأمني  محور أبين على أنها أصبحت تمتلك القدرة العالية في حسم كافة المخاطر والتهديدات التي يواجهها وطننا الجنوب وشعبنا وأمتنا.
ومن هذه المخاطر هو التعامل الحاسم  والفوري في وأد المخططات الحوثية والاخوانية الإرهابية التي حاولت ان تسيطر على  شرق الجنوب ومحاولة جعلة وكرا من أوكار التنظيمات الإرهابية ومصدرا من مصادر تمويلها.
*ما السر في تحقيق قواتنا المسلحة الجنوبية للانتصار في معركة حاسمة "مسألة مكافحة الإرهاب" ؟

- ما كانت تفعله قوات صنعاء وجيشها  في المناطق الجنوبية في إطار تلك الملهاة في مكافحة الإرهاب لاستثمار الدعم  الخارجي، قواتنا المسلحة تقاتل بعقيدة تحررية عقيدة تحرير واستقلال واستعادة دولة الجنوب، وبالتالي هذه العقيدة هي امتداد للعقيدة الثورية لشعبنا منذ انطلاق الحراك الجنوبي  كانت حاسمة مع العناصر الإرهابية التي يتم تصديرها وزرعها في الجنوب ماهي إلا أدوات من أدوات الاحتلال وهو ما يسمى بإرهاب الدولة.

*رأينا مدى التلاحم الجنوبي في أبين والحرص على عدم سفك الدم الجنوبي وظهر هذا جليا في اصطفاف القيادات المشاركة في تخليص المحافظة من الإرهاب، برأيك ما الرسالة التي أرادوا ايصالها  للعالم؟

- نحن نعرف أن النجاحات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية وتكللت بنجاحات سياسية ودبلوماسية بقيادة الرئيس الزبيدي قد جوبهت بجملة من المؤامرات والدسائس التي حاولت خلط الأوراق في الجنوب ومنها محاولة إذكاء واستدعاء الماضي الذي لا علاقة له بهذا الجيل الذي يدافع عن الجنوب هذه الجهات التي حاولت استدعاء الماضي ركزت على مناطق بعينها الا ان هذه المناطق بمكونها البشري والتاريخي والثقافي والعسكري والأمني افشلت هذه المشاريع واحرقت أوراقها إلى الأبد كما فعلت أبين الأبيّة وقد لاحظتم التلاحم بين منتسبي الأمن بكل تشكيلاتها وهذا يشكل رد عملي من قواتنا على كل المؤامرات والدسائس بمشهد عظيم ومنقطع النظير .

*التطورات على الساحة الجنوبية تكاد أن تكون حديث كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة محليا" ودوليا، ما وراء هذا الاهتمام؟

- التطورات على الساحة الجنوبية سواءً العسكرية او السياسية تكاد تكون حدث كافة وسائل الاعلام  وهناك منظوران:

المنظور الأول: أن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية كانت موضع إعجاب قوى دولية وإقليمية لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والقدرة على حسم المعارك والعمليات العسكرية كما رأيتم في عملية إعصار الجنوب وماتبعها من إجراءات أمنية لوقف الانقلاب الإخواني الإرهابي وكذلك عملية سهام الشرق في تطهير محافظة أبين من الإرهاب المصدّر اليها.

المنظور الثاني: أن هناك أطراف إقليمية تحاول أن تشوه هذه الانتصارات وتصورها بما يغاير حقيقتها، وهي معروفة أيران ومليشياتها الحوثية ومطابخها الإعلامية وأطراف إقليمية تقف وراء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهي تحاول ان تنقل صورة مغايرة  تماما للانتصارات  والوجه المشرق الذي ظهر لنا في الجنوب بفعل الانتصارات التي تحققت والحنكة  والقدرة
هذا التصوير المغاير رأيتموه وشاهدتموه في الفبركات البليدة التي قامت قناة الجزيرة بنقلها  في برنامجها المسمى المتحرّي.