التراث الإنساني والاستفادة من تجارب الآخرين

>
تمثل المواقع الأثرية في كل بلد وشعب من الشعوب تحديا كبيرا قائما في سبيل الحفاظ عليه وحمايته من الضياع والاندثار، وهذا التحدي يتطلب وجود وعي كبير بين الناس بضرورة ذلك، وإدارة المواقع الأثرية هي عملية منهجية ومدروسة يتم الإعداد والتخطيط لها بشكل دؤوب ومستمر، وهو ما يتطلب إرادة حقيقية وقرارات مدروسة وشجاعة من القائمين عليها في المقام الأول، وهذه العمليات يجب أن تتم قيادتها من مجموعة متكاملة من الكفاءات المتخصصة في مجالها، والمتعددة الوظائف الأساسية والفرعية.

هناك العديد من الدراسات والمدارس التي تنبه إلى التفكير بوسائل وأسس وطرق تعزز من طرق الحماية للممتلكات الثقافية واستدامتها بشكل منصف وعادل.

نتيجة للتحديات العديدة التي تضر بالموقع الأثري وكذلك التراث المادي وغير المادي وذلك المغمور بالمياه، فقد ألحت الحاجة إلى التفكير في دراسة شاملة ومتكاملة لإدارة هذه المواقع وإزالة أي تهديد قد يطال وجودها على الأرض أو في البحر. هذا ما يدفع بالإدارة إلى تعزيز الإيمان بهذا الجهد وعدم التقليل من المخاطر التي تهدد كيان هذه الحضارات والشواهد المحفورة فيه، لذلك باتت الحاجة ملحة لتقديم سبل وطرق الحماية للمواقع الأثرية وإدارة المواقع الأثرية، كونها من التراث الإنساني، ولا ننسى أن نعمل على تضمين هذا الجهد بجهد آخر موازٍ يتمثل في وضع استراتيجية مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية التي تشكل الدافع للحفاظ على هذه المواقع وفق أسس من الشراكة التي يتم البناء عليها وفقا لخطة ممنهجة ومدروسة بناء على قاعدة تخصيص الأهداف، واستنادا إلى تجارب الآخرين في الدول في هذا المجال ومنها الأردن ومصر والمغرب و لبنان وغيرها في عملية إدارة المواقع الأثرية والتراث الإنساني.

يجب علينا من جانب الإرادة لصواب القرار المدروس أن ننزع مخاوفنا وشكوكنا ونقبل على توسيع دائرة هذه العملية التشاركية في ظل تدني موارد الدولة التي أصبحت مجرد شماعة للهروب والتمترس خلف حجج واهية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى