لماذا الهجرة إلى الغرب؟

> قالت زعيمة حزب اليمين في إيطاليا التي فازت بالانتخابات الحالية ويتوقع أن تشكل الحكومة الإيطالية الجديدة، وهي ترد على ماكرون رئيس فرنسا حول الهجرة المسماة غير الشرعية للأفارقة بما معناه أن المقرف هو أن تنهب فرنسا ثروات أفريقيا وتستخدم الأطفال الأفارقة في المناجم لاستخراج اليورانيوم لتشغيل مفاعلاتها في فرنسا بينما، أفريقيا بدون كهرباء، كل هذا وغيره من الممارسات هو ما يجعل الأفارقة يهجرون قارتهم باتجاه أوروبا.

ما أصدق هذا القول، لكن هل يكتفي العالم بالتراشق بالتهم في استقلال الشعوب ونهب ثرواتها؟ وهل مشكلة العالم اليوم هي عدم كفاية وسائل العيش المتاحة مقارنة بزيادة الأفواه خصوصًا في الدول النامية وفق نظرية مالتوس التي تنص على أن وسائل العيش تنمو وفق متوالية عددية، بينما السكان ينمو وفق متوالية هندسية، ولهذا لا بد من الحروب لقتل عدد من السكان حتى تكفي وسائل العيش لمن ينجون من تلك الحروب، أم أن الحقيقة هي عكس ذلك كون المشكلة هي في التوزيع العادل لوسائل العيش وليس في كفايتها من عدمها، وبالتالي لا بد من تغيير أنظمة وآليات توزيع وسائل العيش بين الناس.

إن الشركات عابرة القارات التي نهبت موارد أفريقيا وأفقرتها وخلفت لسكانها الفقر والجهل والمرض لتراكم الثروات في أيدي حفنة قليلة من البشر، هي سبب مآسي الشعوب والأجهزة القمعية لدولها هي من تجعل الأفارقة الباحثين عمّا يسدون به رمقهم في أوروبا أي إلى حيث تنهب مواردهم الطبيعية وعوائدها ليحصلوا على الفتات منها يموتون في عرض البحر الابيض المتوسط، لقد زرعوا البوكو حرام في دلتا النيجر ويتحدثون عن الإرهاب بعيدًا عن حقول النفط والمناجم حيث شركاتهم تنهب الثروات، بينما هم من يمولونها ويغذونها لإرهاب السكان المحليين وليشغلوهم في أمنهم ليخلوا لهم الجوء لنهب الثروات.

وهنا يحضرني قول زعيمة أستراليا إن العرب والمسلمين يتفاخرون بحضاراتهم و يكرهون الحضارة الغربية، لكنهم يتركون أوطانهم ويهاجرون إلى الغرب، لكنها أخطات في تحديد السبب الحقيقي وهو الأنظمة الليبرالية الفاسدة التي يدعمها الغرب مقابل أن ينهب الغرب الموارد الطبيعية لهذه الشعوب وليس الحضارات العربية والإسلامية هي السبب.

إن سطوة الدولار الأمريكي يجعل أمريكا أكبر ناهب للموارد الطبيعية لشعوب العالم خصوصا بعد سياسة الصدمة التي أعلنها كيسنجر في السبعينيات أن أمريكا لم تعد تضمن الدولار بالذهب، بل إن الاقتصاد الأمريكي هو من يضمن الدولار، فأمريكا تحصل على الموارد الطبيعية مقابل الدولار الذي لا يكلف أمريكا غير الورق ومواد الألوان التي يطبع فيها الدولار، وما دعم الدولار وقوي سلطته هو ربط أسعار وبيع النفط بالدولار فقط والودائع المتراكمة للدول المنتجة للنفط بالدولار في البنوك الأمريكية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى