​برلين تنتقد واشنطن ودول صديقة على بيع الغاز بـ"أسعار خيالية"

> برلين«الأيام» وكالات:

> استنكرت ألمانيا محاولات "دول صديقة" بيع الغاز لها بـ"أسعار خيالية"، رغم أن ألمانيا وأوروبا كانتا قد دعمتا تلك الدول بجزء من احتياطات النفط الوطنية في وقت الأزمة. والمفوضية الأوروبية منفتحه على وضع سقف لأسعار الغاز.
اتهم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بعض الدول الموردة للغاز الطبيعي بسبب "أسعارها الباهظة".

وقال هابيك في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (5 أكتوبر/تشرين الأول 2022): "بعض البلدان - بما في ذلك بلدان صديقة - تسعى لأسعار باهظة وخيالية. هذا يجلب بالطبع مشكلات يتعين التحدث بشأنها"، مضيفاً أنه يعول على  المفوضية الأوروبية للتحدث عن هذا الأمر مع الدول الصديقة.

وأشار الوزير في هذا السياق إلى الولايات المتحدة، وقال: "لقد لجأت الولايات المتحدة إلينا عندما ارتفعت أسعار النفط، وتم نتيجة لذلك استغلال احتياطيات النفط الوطنية في أوروبا. اعتقد أن هذا التضامن سيكون جيداً أيضاً لكبح أسعار الغاز"، وذلك في إشارة الى الإدارة الأمريكية.

ودعت برلين  الاتحاد الأوروبي  إلى تنسيق مشترياته من الغاز لخفض الأسعار.

وذكر هابيك أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي "تجميع قوته السوقية وتنسيق سلوك شرائي ذكي ومتزامن بين دول الاتحاد، حتى لا تزايد دول الاتحاد على بعضها البعض وترفع أسعار السوق العالمية"، مؤكداً أن قوة السوق الأوروبية "هائلة" وكل ما يتطلبه الأمر هو استغلال هذه القوة.

المفوضية الأوروبية منفتحة على وضع سقف لأسعار الغاز

من جانله أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء انفتاح المفوضية على "بحث" وضع سقف لأسعار الغاز في السوق الأوروبية بناء على طلب من غالبية الدول الأعضاء للتعامل مع ارتفاع فواتير الطاقة. وأضافت المسؤولة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ "يجب إعداد مثل هذا الحد الأقصى لأسعار الغاز بشكل صحيح من أجل ضمان أمن الإمداد".

وتحدثت المفوضية الأوروبية سابقا عن وضع سقف لسعر الغاز الروسي فقط خوفا من أن يؤدي تقييد سعر كل واردات الغاز إلى تفضيل المنتجين زبائن آخرين. لكن 15 دولة أوروبية بينها فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا طالبت بوضع سقف عام لأسعار الغاز بالجملة.

ومن المقرر أن تقدم المفوضية مقترحات في هذا الصدد قبل قمة الاتحاد الأوروبي الجمعة واجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين يومي 11 و12 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت فون دير لايين أن المفوضية "مستعدة لمناقشة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء" ما سيمثل "خطوة أولى نحو إصلاح هيكلي لسوق الكهرباء" الأوروبية. وتابعت "لكن علينا أيضا أن نبحث أسعار الغاز... التي تتعلق بالصناعة والتدفئة".

وأردفت رئيسة المفوضية "سنعمل مع الدول الأعضاء لخفض أسعار الغاز والحد من تقلباتها، من أجل الحد من تأثير تلاعب روسيا بالأسعار".
 

ومنذ  غزوها أوكرانيا،  خفضت موسكو إمدادات الغاز إلى ألمانيا قبل أن توقفها في مطلع أيلول/سبتمبر، وتمثل واردات الغاز الروسي 55 بالمئة من امدادات البلاد قبل النزاع.

ولضمان أمن الطاقة والحفاظ على صناعتها التي تستهلك الغاز بشكل كبير، تسعى برلين إلى الحصول على مصادر بديلة وزادت بشكل كبير مشترياتها من الغاز المسال، لكن استيراده مكلف للغاية.

ولجأت ألمانيا - كحال القارة بأكملها - بشكل خاص إلى الولايات المتحدة التي زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال نحو اوروبا من 28 بالمئة إلى 45 بالمئة بين عامي 2021 و 2022. لذلك تحدث هابك عن الموردين الأمريكيين بشكل خاص.

وفي الربيع الماضي، مع ارتفاع أسعار النفط، اعتمدت الولايات المتحدة  وحلفاؤها في وكالة الطاقة الدولية على احتياطياتها الاستراتيجية الوطنية لتخفيف الضغط على الأسواق.

وللحد من تداعيات ارتفاع أسعار الغاز على السكان والشركات، خصصت الحكومة الألمانية الأسبوع الماضي صندوق مساعدات بقيمة 200 مليار يورو. وتعرضت هذه الخطة لانتقادات دول أوروبية، في مقدمها فرنسا وإيطاليا، واتهمتا برلين بمعالجة هذا الأمر بشكل منفرد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى