تبادل الرياض أسراها بشكل أحادي مع صنعاء محاولة لتذويب الخلاف مع الحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> اصطدمت جهود المملكة العربية السعودية لإحراز تقدم في ملف تبادل الأسرى في اليمن بتعنت الحوثيين خلال الأشهر الماضية، لكن يبدو أن الملف الآن يتجه نحو حلحلة الصعاب التي واجهته وجعلته من أصعب الملفات التي يتفاوض عليها الجانبان حاليا.

وكان اتفاق مبدئي قد جرى التوصل إليه، في مارس الماضي، بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية أممية، يقضي بإطلاق سراح أكثر من 2200 أسير، من بينهم جنود سعوديون، لكن الحوثيين عمدوا إلى المماطلة، الأمر الذي حال دون تنفيذه.

لكن الزيارات الأخيرة المتبادلة بين جماعة الحوثي والسعودية في إطار محاولات التوصل لاتفاق في هذا الملف تنبئ بوصول الجانبين إلى تفاهمات قد تفضي إلى اتفاق لتبادل الأسرى، فهل يتحقق هذا الأمر قريبا؟ حسب صحيفة الخليج أونلاين الإلكترونية أمس الاثنين.

شهدت صنعاء في الأيام الماضية زيارة وفدٍ سعودي، هو الأول منذ بدء الحرب عام 2015، وفي المثل كانت زيارة حوثية في الوقت ذاته إلى مدينة أبها السعودية، حيث هدفتا إلى الاطمئنان على أسرى الجانبين.
  • بداية لنجاح التهدئة
يرى الناشط السياسي حسام الشميري، أن تبادل الوفود بين السعودية والحوثيين بهدف التمهيد لتبادل الأسرى بينهما "قد يكون بداية لنجاح مفاوضات تجديد الهدنة".

لكن في الوقت ذاته يرى الشميري أن هذه الزيارات المتبادلة تخفي وراءها الكثير، لكونها جاءت في ظل غياب الحكومة والمجلس الرئاسي اليمني عن المشهد، متسائلا: "هل يعني ذلك أن السعودية ستعقد اتفاقا منفصلا للتهدئة مع الحوثي بعيدا عن الحكومة؟".

وفي حديثه لصحيفة"الخليج أونلاين" نشرته أمس يضيف الشميري أن "السعودية يبدو قد وافقت على تجديد الهدنة بشروط الحوثيين، لكن في المقابل يبدو أن الشرعية لم توافق، لذلك قررت السعودية التواصل مع الحوثيين بشكل مباشر ومعلن لاستخراج أسراها".

ويرى أن ما حدث لا يظهر وكأنه أمر عادي، "بل يبدو أن السعودية حاليا غير مستعدة للتصعيد، خصوصا في الوضع الراهن في أوكرانيا"، متوقعا أن "يتم تبادل الأسرى، إن لم يكن الكل في الكل بحسب اتفاق الأردن، في مارس الماضي، فسيكون بين السعوديين والمتمردين الحوثيين".
  • زيارة وتبادل سابق
ويعيد موضوع تبادل الزيارات بين الجانبين استرجاع ما حدث في مارس من العام 2016، عندما زار وفد حوثي "منفذ علب" الحدودي بين السعودية واليمن، لإجراء محادثات مع الجانب السعودي في محاولة لإنهاء الحرب.

وحينها تزامنت المحادثات مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية، وكانت وقتها من أكثر الجبهات دموية في الصراع، كما تراجعت الغارات الجوية التي كان يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.

وجاءت تلك الزيارة التي رأسها ناطق الحوثيين محمد عبد السلام، بعد محادثات أجريت في العاصمة العُمانية مسقط، حيث أثمرت عن تسليم أسير سعودي، وتبادل جثامين، ووقف لإطلاق النار على طرفي الحدود.

أما آخر تبادل للأسرى فكان في أكتوبر من العام 2020، حيث نُفذت عملية تبادل لنحو 1081 من الأسرى والمعتقلين، معظمهم من الحوثيين، ويومها كان من بين المفرج عنهم 15 أسيرا سعوديا، و4 أسرى سودانيين، كانوا أسرى لدى الحوثيين.

كما أبدى مراقبون تفاؤلا حيال الاختراق الذي استجد بخصوص ملف الأسرى بين جماعة الحوثي والسعودية، وسط تطلعات بأن يقود ذلك إلى اتفاق حول تجديد العمل بالهدنة الإنسانية.

ورأى المراقبون إن السعودية أظهرت خلال الفترة الماضية حرصا كبيرا على تذويب الخلافات مع الجماعة الموالية لإيران، لإدراكها بأن تجدد الحرب لن يكون في صالح أي من الأطراف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى