المواقف تتجسد في الميادين.. وفي غيرها لا قيمة للبيانات

> استبشر الناس خيرًا بعد عملية نقل السلطة إلى مجلس للقيادة الجماعية للشرعية المعترف بها دوليا، رغم الكثير من التحفظات والملاحظات التي طرحت وبرزت في حينه، أكان على سرعة وطريقة تكوينه أو على تركيبته المثيرة للقلق والاستغراب معا.

وها نحن نقترب من استكمال ثمانية أشهر على إعلان مجلس القيادة الرئاسي ولم يتحقق شيء ملموس يمكن اعتباره منجزا كبيرا أو خطوة هامة على طريق تنفيذ ما كان قد تضمنه بيان نقل السلطة من مهام محددة يعرفها المجلس قبل غيره وما يتطلب منه من عمل لتحقيقها، بل إن أغلب الوقت مع الأسف ورغم الظروف الاستثنائية التي نشهدها ويعيشها الناس قد استهلك في الزيارات الخارجية التي حرص المجلس على القيام بها، ورغم أهمية ذلك في بعضها إلا أنها لم تكن جميعها مهمة وليست لضرورات ملحة فرضتها الظروف أو أنها عادت بفوائد ملموسة لصالح الناس في محافظات الجنوب المحررة وعاصمته عدن، ولا في غيرها من مناطق الشمال.

الوقت يمر والأوضاع ليست على ما يرام، ولم يعد هناك من مساحة رمادية يمكن لقيادة الشرعية البقاء فيها، ولم يعد للبيانات والتصريحات ولغة التلويح بالرد على عربدة الإرهاب الحوثي ومؤيديه من تنظيم الإخوان الإرهابي وجماعات داعش والقاعدة من معنى بعد أن تعاظمت جرائمهم في الجنوب، وبات خطرهم وإرهابهم يهدد ما تبقى من مقومات (الدولة) التي يراد من المجلس أن يقوم بمهمة العمل من أجل استعادتها.

فاللحظة حاسمه والفعل الميداني العسكري بات ضرورة ملحة وعاجلة، وهو ما يتطلب من مجلس القيادة الرئاسي اتخاذ القرار الذي طال انتظاره بنقل قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت ومن المهرة ووفقا لاتفاق ومشاورات الرياض وتحريكها إلى جبهات القتال، وما يستدعيه ذلك أيضا من دعم للجهد والمقاومة الشعبية وتحديدا في الشمال وبكل الأشكال الممكنة والمتاحة، وبغير ذلك سيصبح دور الشرعية مشبوها في نظر الناس وموقفها في دائرة الاتهام، لذلك فإن الأمور تتطلب ما هو أهم من البيانات والشجب والإدانة التي تتماهى مع ما يصدر من التحالف والمجتمع الدولي، فالشرعية معنية بالفعل على الأرض وليس بالضجيج من على منصات الإعلام التي يشبه فعلها عمل من يقوم بنفخ الهواء ليقول لغيره أنا هنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى