​سقطرى بيد أبنائها

>
​محافظة أرخبيل سقطرى من أهم محافظات الجنوب العربي  وهي بيد أبناءها، وأهلها الطيبين جنوبيي الهوى والهوية، وهي جوهرة المحيط الهندي والبحر العربي، وتاريخيا هي جزء هام من سلطنة آل عفرار  ولهم خصوصياتهم ومنها اللغة السقطرية، وما يميزها ويجعلها جاذبة للعالم  ومحط اهتمامه هو موقها الاستراتيجي وطبيعتها النادرة النابعة من طبيعة تضاريسها  ومواردها الطبيعية والتي من أهمها الأشجار النادرة، ليس فقط "شجرة دم الأخوين" ، (اعريب ) الشهيرة، ولا شجرة "تريمو" ذات الجذع المميز ولا شجرة "تمرر" كثيفة الانتشار في الجزيرة، بل بكل غطائها النباتي التي تتميز به ولا يوجد له مثيل في العالم، وهنا يحضرني قول أحد الأصدقاء السقطريين أنه تم أخذ شجرة أو شتلة من سقطرى لزراعتها في حديقة ملكية في أوربا  وتم رعايتها والاهتمام بها في تلك الحديقة إلا أنها أبت أن تنمو وبدأت في الضمور  وعندما شاهدوها على هذا الحال قرروا إعادتها إلى موطنها الأصلي ولكن حين وصلت إلى صنعاء تُركت هناك ولم تنقل إلى سقطرى فماتت هناك، فتعجبت من الشائعات التي كنا نسمعها في أن هناك من ينهب أشجار أرخبيل سقطرى.

غطاؤها  النباتي جاذب للسياحة، وصالح لتربية الثروة الحيوانية وتربية نحل العسل ولم تعبث به يد الإنسان، وإن كان هناك بعض التدخلات للإنسان في الاحتطاب الجائر  وأن الغطاء النباتي مفتوح على مصراعيه للرعي المتزايد مع تزايد الثروة الحيوانية، وهناك أشجار تموت وخصوصا شجرة دم الاخوين بسبب عبث الإنسان في جذوعها (سيقانها ) لاستخلاص السائل الأحمر المسمى دم الاخوين الذي تستخدمه النساء لوقف النزيف عند الولادة أو استخدامه  كمكياج  أو كمنظف للأسنان وغير ذلك  وهناك أسباب أخرى لا يعلمها إلا الله وبعض الأهالي، ولكن الأمر مازال محدود ويحتاج إلى الاهتمام من قبل السلطة المحلية والمنظمات الدولية والداعمين الآخرين.

ومن أهم مميزاتها تربتها الحمراء وتركيبة صخورها النادر وطيورها النادرة، وهي تخلوا من الكلاب والثعالب الحيوانات المتوحشة والأفاعي السامة.

وأهم ما يميزها هي ثروتها السمكية الغنية بأفضل أنواع الأسماك والشعب المرجانية وقد لاحظت عدد من المحميات للشعب المرجانية ولكن ما يؤسَف له أن هناك أعمال لجرف مزارع الأسماك  وتدمير للثروة السمكية خصوصا من السفن الغريبة التي تأتي من خارج الجزيرة، وتحدث الأهالي عن أهمية أن يتم دعمهم بزوارق  لمطاردة تلك السفن كما أن هناك نقص في  الإمكانيات لمحطات استقبال وخزن الأسماك وتوفير الثلج  ومحدودية السوق التي تستقبل منتجاتهم السمكية.

ويوجد في الجزيرة ميناء يحتاج إلى تطوير وتحسين وتنظيم العمل فيه، كما يوجد مطار دولي ممتاز وقد تم تطويره من قبل الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن يشكوا السكان من سعر تذاكر الطيران المرتفع ولا يوجد لديهم خيار آخر للاتصال ببقية محافظات الجنوب والعالم الخارجي(حيث توجد الخدمات وخصوصا العلاجية) غير وسيلة الطيران والسفر بالبحر، الذي يحتاج الوصول إلى أقرب ميناء في الجنوب مالا يقل عن 48 ساعة، ولهذا فهم  مضطرين لاستخدام الطيران وخصوصا عند الأمور العاجلة كالإسعاف وغيره والذي يتوفر في بقية المحافظات بسهولة وإيجار نقل أقل، لهذا فإن على وزارة النقل أن تعطي اهتماما لذلك وتراعي هذه الخصوصية.

كما أن أهم قطاع واعد هو قطاع السياحة، وهذا يتطلب توفير بنية تحتية وكذا كادر سياحي، و كادر متمكن في اللغات الأجنبية وبعض الصناعات الحرفية واليدوية التي تجذب السُياح و تدر دخلا ممتازا للسكان و لمكاتب  السياحية.

أن ما يهدد شواطئ  ومتنفسات وطبيعة سقطرى هو بيع الأراضي الواسعة وجرح الطبيعة بآلات ضخمة وحتى الأشغال في الطرقات رغم أهميتها، إلا أنها تحتاج إلى عمل يراعي عدم جرح الطبيعة وخدش جمالها الأخّاذ و يحضرني  قول صديق لي أنه التقى ببعض السُيّاح  والباحثين والمهتمين في السياحة، وفهم منهم أن الناس تحب سقطرى بطبيعتها البسيطة وليس بحاجة إلى الفنادق الضخمة لأنها متوفرة في بلدانهم  فلا نجرح الطبيعة من أجل التوسع المعماري الضخم.

أن الحديث عن محافظة أرخبيل سقطرى والتي تتكون من مديريتين فقط هما حديبو العاصمة ومديرية قلنسية  يتقدمه أنها حديثة التكوين ومازالت تؤسس البنية التحتية لأجهزة السلطة ومقراتها ومكاتبها، وكذا التطوير المؤسسي والإداري في توفير الأثاث والمعدات وتدريب وتأهيل الكادر.

ولا يمكن لنا هنا أن نمر مرور الكرام على الدعم السعودي في بناء المدارس وحفر الآبار ودعم السكان وكذا مشاريع الدعم الإماراتي السخي وأهمها بناء وتأثيث وتشغيل مستشفى خليفة، وتحسبن المطار وتوفير النفط والغاز وإن كان بأسعار مرتفعة ودعم سخي آخر لا يتسع المجال لذكره هنا.
أهالي سقطرى يشكون من ضعف و عدم تمثيلهم في أجهزة الدولة المركزية وعدم الاهتمام بهم في المشاركة في المؤتمرات والورش واللقاءات وعدم قيامها في سقطرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى