نوفمبر عام 1967 ونوفمبر اليوم

> بالعودة إلى ذكريات نوفمبر عام 67 والإحساس به في ذلك اليوم وإحساس اليوم، كانت الفرحة بتحقيق حلم الاستقلال فرحة لا توصف فقد أتى يوم الاستقلال نتيجة لنضال وطني لشعب أراد تحقيق الخلاص من نير الاحتلال البريطاني فكانت الفرحة به كبيرة لدى كل أفراد الشعب في الجنوب بغض النظر عن انتمائهم لأي من التنظيمات السياسية - آنذاك - رغم الخلاف فيما بين تلك التنظيمات لكن الهدف كان واحد والحمد لله فقد تحقق الهدف ولذلك كانت الفرحة مشتركة.

لكن اليوم نستعيد ذكرى نوفمبر وفي القلوب غصَّه وفي الوجدان ألم ، لماذا كل هذا الألم ؟ لأننا صرنا نعيد كل ما أصابنا منذ ذلك اليوم حتى الآن على من تحمل مسؤولية النضال من أجل استقلال الوطن مستعرضين كل الكوارث التي حلت بنا وبالوطن متهمين أولئك النفر من المناضلين الأحرار الذين تولوا مسؤولية الثورة لتحقيق الاستقلال وتناسينا أن من تولى تلك المسؤولية قد ذبح في أول يوم بعد الاستقلال عملا بالمقولة الشائعة "الثورة يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويستفيد منها الجبناء" لأن هذا الذي حصل مع ثورتنا وقياداتها الوطنية، لذلك فنحن نحتاج لمراجعة الأحداث التاريخية وإنصاف الشرفاء وإدانة الخونة والمرتزقة الذين دمروا الوطن والإنسان.

نحن بحاجة لأن نبحث عن الذي كان خلف انقلاب 69 وأهداف ذلك الانقلاب وأن نبحث عن أسباب القتل الذي حدث بعد 69 ولماذا تمت تلك المجازر ولمصلحة من، بل ومن كان يقف خلف ذلك وماهي مصلحته وماهي نظرتنا اليوم لتلك المناسبة العظيمة، وهل استفدنا من أخطائنا كلها التي ارتكبت بحق وطن وشعب ودولة، أن عملية الاستدلال التي يجب علينا أن نستخلصها من تلك الكوارث سوف تمكننا من الوصول إلى رسم خارطة طريق لمستقبل نضالنا من أجل استعادة دولة الجنوب أما إذا كنا نسير بدون هدى ولا بصيرة فإن الكارثة سوف تكون أكبر من الذي مضى أن الإحساس بالمسؤولية الوطنية تفرض علينا أن نقف بجدية أمام كل تلك الأخطاء، وأن نعمل على تقييمها منطلقين من وضع المصلحة الوطنية الجنوبية فوق كل مصلحة.

وعلينا أن نتأكد أننا لن نلدغ مرتين من نفس الجهة التي لدغتنا في الماضي، لأن الحديث يقول "لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" ونحن وللأسف سائرون مغمضين، وبلا بوصلة لأن البوصلة تاهت منا منذ ما بعد الاستقلال، وشهوة السلطة وتحقيق المصالح الشخصية صارت هي الهدف الأساسي، أما مصلحة الوطن فلم تعد إلا يافطة نغالط بها الناس الذين آمنوا بالقضية وبالوطن، أن التاريخ سوف يسجل لنا وعلينا، والتاريخ لا يرحم فمن يحترم نفسه سوف يفرض احترام الغير له، ومن يستهين بالآخرين سوف يُستهان به.

المصالح الشخصية والأموال والعقارات لا تنفع يوم لا ينفع الندم فتحية لأبطال نوفمبر 67 العظيم، ومن أراد أن تُسجل له تحية مثلهم عليه أن يتخلق بأخلاقهم وكل عام وأنتم بألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى