لم نسمع في أي دولة في المعمورة أن محلات الصرافة تتحكم في العملية المالية والمصرفية إلا في هذا الوطن .

لقد انتصر فساد أغلب الصرافين على المجلس الرئاسي والحكومة والبنك المركزي بامتياز، إنها سرقة عيني عينك من قبل الصرافين بمدينة عدن بتلاعبهم الفاضح بالعملات الأجنبية، وللأسف الشديد المجلس الرئاسي والحكومة والبنك المركزي يتفرجون على هذا التلاعب وكأن الأمر لا يعنيهم، تاركين لهم الأمور (سداح مداح) يتلاعبون ويسرقون أموال الناس بالباطل من خلال طلوع ونزول سعر العملات كيفما يشاؤون ومتى ما يشاؤون ولا ندري إلى متى هذا التعامي وعدم ضبط المتلاعبين بالعملة الوطنية التي تواصل انهيارها ؟!.

أصبح هؤلاء الصرَّافون يشكلون خطراً حقيقياً أكبر من خطر الحوثي على جميع الأهالي في عدن وعموم المحافظات الجنوبية، حيث بات يعيش المواطنون معيشة ضنكا لا يستطيعون توفير الحياة الكريمة لأسرهم بل وعجز الكثيرون عن توفير الاحتياجات الضرورية للمعيشة.

أصبح الصرافون أكثر ثراء على حساب السواد الأعظم من الشعب المطحون، والمجلس الرئاسي والحكومة والبنك المركزي يتفرجون على الصرافين (مصاصي دماء الغلابة) ولا يحركون ساكناً ، ولا يؤلمهم ضمير.

والذي خلق الخلق إنكم مسؤولون أمام الله عز وجل عن كل أسرة باتت بلا عشاء وعن كل ولي أمر لم يستطع توفير ثمن الدواء أو توفير ثمن الدراسة لأولاده، وكل هذا لأنكم سكتُّم على ظلم وجور هؤلاء الصرافين تجاه الشعب المغلوب على أمره.

ولا نعلم من وراء هؤلاء الصرافين الذين يتحكمون بسعر الصرف كيفما يشاؤون، حيث أصبحوا وكأنهم البنك المركزي يقودون العملية المالية والمصرفية كما يحلو لهم.

وفي الأخير اذكركم بقول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} .