حجم الضغوط في المنطقة

> كلما اشتدت الحرب الروسية - الأوكرانية تعززت العلاقة الروسية الإيرانية وابتعد العالم عن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وازدادت المنطقة ارتجاجا في أمنها واستقرارها، وازدادت حاجة الغرب لمصادر الطاقة التي تمر عبر باب المندب والخليج العربي خصوصا في هذا الشتاء القارس، وهذا يدفع إلى مزيد من التهديد لأمن واستقرار المنطقة، لأنها المنطقة التي فيها تستطيع إيران ابتزاز الغرب، وقد يؤدي تراكم الضغوط المختلفة إلى أن نشهد عملا عسكريا كبيرا قد يكون الأقوى في تاريخ المنطقة، ولم يكن حديث رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الأسبق حمد بن جاسم من فراغ حين بشر بانفجار قوي في المنطقة، فهو سياسي كبير ولديه معلومات وعلاقات واسعة مع دوائر صنع القرار العالمية والإقليمية ومؤثر فيها، فالغرب يضغط باتجاه الوصول إلى مصالحة عربية خليجية مع إيران وإن كان على حساب العرب لضمان مصالح الغرب، والضغوط هذه الأيام شديدة ومن جانبها دول المنطقة العربية تضغط باتجاه وقف الحرب اليمنية لتحقيق مصالح غربية من جهة ولتحقيق مصالح دول الجوار التي ملت الحرب وترى أنها لم تعد مجدية ولن تحقق نتائج تستحق التضحية من ناحية أخرى، حتى وإن كان على حساب أطراف رئيسية في هذا الصراع حليفة لدول المنطقة.

إن الضغوطات كبيرة على الحكومة اليمنية والأطراف المأتلفة فيها لصالح وقف الحرب والتسوية السياسية بين الحوثي السعودية، وفي الوقت الذي تؤشر فيه لقاءات القيادة السياسية الجنوبية مع سفراء الدول العظمى الأعضاء في مجلس الأمن ودول أخرى ومع قيادات سعودية وخليجية رفيعة المستوى إلى تصاعد مكانة وأهمية قضيتنا الوطنية وصولها إلى دوائر صنع القرار العالمية والإقليمية، فإننا نخشى أن تكون تلك اللقاءات بهدف مزيد من الضغوطات على قيادتنا لتقديم تنازلات مؤلمة، ونحن نثق في قيادتنا أنها لن تقبل مثل تلك الضغوطات إلا أن ذلك يؤشر على الأقل إلى مزيد من الضغط الخارجي على تطلعاتنا خصوصا إذا ما مضينا باتجاه العملية السياسية قبل تجهيز كل متطلبات الخيار الآخر في حال عدم حصولنا على تطلعاتنا في العملية السياسية، وما نخشاه أن تكون الضغوط قد وصلت إلى مخطط للمستقبل قبل الوصول إلى العملية السياسية وأن نساق إليها ونتائجها معروفة وقد أفرزتها الضغوطات الدولية والإقليمية.

نتوقع أن نهاية هذا الأسبوع وبداية الأسبوع القادم قد تحمل لنا مفاجأة مدهشة وربما تغيير ات قوية في خارطة العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين والقوى السياسية في المنطقة نتمنى أن تكون لصالح شعب الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى