حالة اللا حرب واللا سلم ما بينهما مفاوضات وتسويات إلى أين؟

> > تكتنف الحالة اليمنية الكثير من الغموض منذ بدء ما يسمى بثورة الربيع العربي، لم تجدِ الوساطات ولا المبعوثون الأمميون، بمعنى ليس فقط مبعوث واحد يمثل الأمم المتحدة ولكن هناك عدد من المبعوثين لدول ولاتحادات دولية وكتل إقليمية جاءت على خط الازمة اليمنية، وحتى مجلس الأمن بأعضائه الدائمين، عقدوا إحدى جلساتهم في صنعاء وهذا الاهتمام لم يحظَ به أي بلد في العالم، ومع ذلك ظلت الأزمة بين مد وجزر وهدن لالتقاط الأنفاس، إلى أن توجت بالانقلاب على الشرعية شارك فيه الزعيم عفاش مع جماعة أنصار الله وكانت الأمور ستسير بشكل لا يلفت الانتباه، لولا دخول إيران على خط الأزمة وإعلانها بأنها استولت على العاصمة العربية الرابعة، وعلى إثر ذلك تحركت جحافل الانقلابيين نحو عدن والجنوب وكانت هي القشة التي قصمت ظهر بعير الأمن القومي العربي، بل وضعته أمام المحك ثمان سنوات، حرب كشفت الكثير من العورات سواء ما يخص الأمن القومي العربي أو ما يخص القوى التي تسمي نفسها شرعية، ولم يصمد أمام الانقلابيين إلا شعب الجنوب الذي بمقاومته ودعم التحالف العربي حقق نصرا يتيما وكسر شوكة إيران على شواطئ عدن،

اليوم وبعد ثمان سنوات حرب تغيرت المعادلات، وأصبح من كان انقلابيا يتم التفاوض معه، ومن قدم النصر يتم إضعافه ومحاولة كسره لاستبداله بقوى أخرى لأخذ مكانة كانت إلى وقت قريب بعض منها جزء من انقلاب صنعاء، والبعض الآخر ترك صنعاء وما فيها للانقلابيين دون مقاومه تذكر، بل سهل على الحوثيين بالسيطرة على معظم جغرافية الجمهورية العربية اليمنية ليصبح حاكما في صنعاء يتدافع عليه الأمم والدول والمنظمات الدولية لاسترضائه للموافقة على الهدنة والدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب، باعتباره جزءا أصيلا في العروبة والإسلام وتناسوا أنه كان إلى وقت قصير يسمونه "رافضيا و وكيل المجوس في أرض اليمن"، ولله في خلقه شؤون.

أتحفنا العليمي رئيس المجلس الرئاسي بتصريحاته بأن القضية الجنوبية عادلة لكن لا يجب حلها اليوم ولكن بعد استعادة صنعاء والعودة إليها ولكن السؤال متى سيستعيد صنعاء وهل ما يجري الآن من تفاوض مع الحوثي هو شخصيا يبارك هدا التفاوض سيودي الى استعادة صنعاء وكيف ستتم العودة، هل بإزاحة الحوثي أو أن يدخل تحت مظلته تحت مسمى شراكة؟ لم يُحدد ذلك وما نشاهده عمليا، لا يوجد أي تجهيزات لاستعادة صنعاء بالحرب وليس هناك استعداد لأي دوله بأن تقدم له المساعدة العسكرية بعد الآن، لأن الصورة وضحت تماما بأن المجتمع الدولي لا يريد حربا، وتبقى الأوضاع كما هي وهل يعقل بأن يكون الجنوب قاطرته ليجرها إلى حضن الحوثي بعد أن قدم الجنوبيون عشرات الآلاف من الشهداء من أجل تحرير الجنوب من الغزاة الحوثيين وحليفه عفاش، وكما نلفت الانتباه حتى الشرعية حاولت باقتحام الجنوب من اتجاه الشرق والاستيلاء على عدن، ولكنها فشلت وهُزمت شر هزيمة السؤال بعد كل ما تعرض له الجنوب هل سيسمح لهم ولغيرهم أن يستخدموه كترضية للحوثي حتى يرضى عنهم ويعيدهم إلى صنعاء تحت مظلته أو من أجل اجتناب شره.

الجنوب له قضية عادلة، ولا زالت قرارات مجلس الأمن سارية المفعول والتي أتت أثناء حرب 94 والتي تنص على أن لا يجب فرض الوحدة بالقوة وعلى أن يتم التفاوض النِدِّي بين الجنوب والشمال وأيضا قرارات مجلس التعاون بهذا الصدد والتي اتخذت في أبها بعدم فرض الوحدة بالقوة والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الجنوب والشمال ونعرف بأن النخب في صنعاء لديهم القدرة على الالتفاف حول الاتفاقات وتحويرها بالاتجاه الذي يناسب أهدافها وهي لا تتورع من أن تعمل أي شيىء بما في ذلك شن الحروب بهدف خلط الأوراق وإدخال العالم والإقليم في أتون مصائب أخرى تكون أكبر، بحيث لا أحد يلتفت إلى الثوابت والمعاهدات السابقة.

حولوا قضية صعدة من قضية محلية إلى قضية إقليمية ودولية من خلال تسليمها العاصمة صنعاء بهدف خلط الأوراق بعيدا عن قضية الجنوب التي هي أساس عدم الأمن والاستقرار في المنطقة لعدم حلها حلا عادلا، وقادوا الإقليم والعالم لحرب ثمان سنوات شاهدنا والعالم كله المسرحيات الهزائم التي كانوا يقومون بها دون خجل بالانسحابات الغير مبررة، وأيضا مساعدة الحوثي في نقل أسلحته القادمة من الشرق عبر المهرة ووادي حضرموت حتى يظل قوي ومتماسك، علاوة على بيعه أسلحة التحالف وكان كل هم الشرعية هو السيطرة على الجنوب بكل ما أوتيت من قوة وباستخدام السلطة الممنوحة لها والداعم لها الإقليم والعالم وأصبح واضحا بأن كل تلك التحركات كانت مدروسة بهدف القضاء على شيء اسمه "الجنوب" ومش مهم يمكن تقسيمه وتقاسمه مع الإقليم والعالم المهم ألا يعود دولة مستقلة كما كان ما قبل عام 90 م .

أعتقد بأن شعب الجنوب شب عن الطوق، ولديه المقدرة على تمييز الغث من السمين، ولن تنطلي عليه الألاعيب البهلوانية التي تمارسها نخب صنعاء ولن يُلدغ من جحر مرتين.

همسة
أصبحت الصورة واضحة، وكل جنوبي مازال في المنطقة الرمادية عليه مراجعة حساباته، إما أن يكون مع أهله في الجنوب أو ستلاحقه لعنات شهداء الجنوب إلى يوم الدين، لأنهم استرخصوا دمائهم وباعوها بثمن بخس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى