ملفات الحرب

> المملكة العربية السعودية بقيادة ولي عهدها الشاب محمد بن سلمان ما كادت أن تلحق بركب التنمية العالمية وفق رؤية محمد بن سلمان إلى عام 2030 م إلا وبرزت أمامها عدة معوقات واحدة منها الحرب في المنطقة وشراسة تكالب القوى الإقليمية، تركيا، إيران، إسرائيل، وتسابقها على ريادة المنطقة في ظل الصعوبات الاقتصادية المصرية وتشتت جهود المملكة بين عدة ملفات.

وفي ظل تزايد أهمية المنطقة خصوصا المشروع العملاق للتنين الصيني (طريق الحرير) وبعد إطالة أمد الحرب اليمنية، والتي تجلت بوضوح أنها إقليمية و شمالية - جنوبية، وميول بل تطلعات ولي العهد لتطوير الاقتصاد السعودي و تحويله إلى اقتصاد منتج والانفتاح الاجتماعي والثقافي والسياسي، تسعى المملكة بخطى متسارعة نحو تأمين حدودها الجنوبية وبأي ثمن، من خلال مفاوضاتها المكثفة مع الحوثيين، إضافة إلى غض الطرف إلى حين عن الأوضاع في بقية الاتجاهات إلا من محاولات تعزيز نفوذها في الجنوب، وتشكيل قوات عسكرية غير متفق عليها تتبع رئيس مجلس القيادة، وقطع الدعم والرواتب عن القوات الجنوبية في محاولة خلخلتها، تمهيدا لمرحلة ما بعد اتفاقها مع الحوثي كما أنها تدفع نحو تعزيز التلاحم بين القوى المذهبية"الحوثي" و الإخونجية "الاصلاح" والليبرالية "المؤتمر" وهي قوى تحالف حرب 94م ضد الجنوب، معتقدة بذلك أنها تضعف الحوثي وتجد في الإصلاح والمؤتمر قوى تابعة لها وضد الحوثي، معتقدة أنها تضع لها أنصارا داخل صنعاء غير مستفيدة من تجربتها السابقة مع المشايخ وغيرهم.

إن إغلاق الحرب الحوثية - السعودية، بمعزل عن معالجة الأوضاع والصراعات اليمنية - اليمنية، والحلقة والركيزة بل ومفتاح كل الحلول وهي الشمالية - الجنوبية "قضية شعب الجنوب" يعني فتح هذه الصراعات، التي أجلها تحالف الضرورة للدفاع عما سمي المشروع العربي وتغيير هوية المنطقة، والتي أوجدت الضرورة تحالف الأضداد وانتهاء تلك الضرورة "يتفركش" ذلك التحالف، وتظهر تحالفات جديدة وصراعات أكثر ضراوة، وسوف تنبعث النار من تحت رماد حرب 1994 م لتشعل المنطقة في حرب ضروس -الله وحده يعلم نتائجها- نحن نسميها حرب استكمال التحرر ونيل الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، والشماليون يسمونها حرب الحفاظ على الوحدة، وهي في الحقيقة وفي مضمونها عملية الإقصاء وضم و إلحاق الجنوب وطمس هويته.

وليس أمام شعب الجنوب اليوم، إلا رص الصفوف وبناء قدراته للانتصار في تلك الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى